وَرُوِيَ معمر عَن زيد رَفعه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير أَعمالكُم الَّتِي تحبون أَن يعلم بهَا قَالَ زيد وَالَّذِي يكتمها ليسلم رَفعه زيد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقد أثنى الله عز وَجل على قوم فسماهم عباد الرَّحْمَن وَبَين أَن مثواهم غرف الْجنَّة وَعدد خصالهم الَّتِي أثنى بهَا عَلَيْهِم ثمَّ حكى عَن دُعَائِهِمْ قَوْله تَعَالَى {هَب لنا من أَزوَاجنَا وَذُرِّيَّاتنَا قُرَّة أعين واجعلنا لِلْمُتقين إِمَامًا}
سَأَلُوهُ أَن يجعلهم أَئِمَّة لمن يَقْتَدِي بهم فَلَا يكون أَمر هَذَا مكتوما وَكَيف يؤتم بِهِ إِن أسر الْعَمَل فَهَؤُلَاءِ نصحاء الله وَالدُّعَاء إِلَى الله يدعونَ إِلَى الله بأقوالهم وبأفعالهم الَّتِي يظهرونها على أعين الْخلق يحدون الْخلق على ذَلِك وَإِنَّمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَك أَجْرَانِ أجر السِّرّ وَأجر الْعَلَانِيَة لِأَنَّهُ نوى بالسر أمرا وبالعلانية أمرا وَلَو لم يكن هَكَذَا لم يكْتب لَهُ أَجْرَانِ فَإِنَّهُ لَا أجر لمن لَا نِيَّة لَهُ فَهَذَا عبد نوى أَن يسر بِعَمَلِهِ ليخلو بربه كي لَا يشكره عَلَيْهِ أحد غَيره ثمَّ لما اطلع عَلَيْهِ نوى أَن ينْتَفع بِهِ غَيره بِأَن يَقْتَدِي بِهِ فالسر مضاعف على الْعَلَانِيَة بسبعين ضعفا وَعَلَانِيَة هَذَا مضاعفة على سره بسبعين ضعفا لِأَن سره خلوه بربه كَيْلا يشكره عَلَيْهِ أحد غير ربه وإعلانه نصحه لَهُ فِي عباده لَيْسَ لَهُ فِي وَقت سره الْتِفَات إِلَى مدح النَّاس فيهرب مِنْهُ وَلَا فِي عَلَانِيَته الْمنزلَة عِنْد النَّاس
وَعَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السِّرّ أفضل من الْعَلَانِيَة وَالْعَلَانِيَة أفضل لمن أَرَادَ بِهِ الِاقْتِدَاء