فِي أَن عمل الْأَنْبِيَاء والأولياء فِي الدَّاريْنِ خدمَة وعبودة
عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل الْبَيْت كأحدكم يخيط ثَوْبه وَيعْمل كأحدكم
هَكَذَا شَأْن الْأَنْبِيَاء والأولياء عَلَيْهِم السَّلَام لأَنهم عبيد الله تَعَالَى على العبودة وقفُوا بَين يَدَيْهِ وَرَأَوا أَن هَذِه الْأَعْمَال الَّتِي للدنيا وَالْآخِرَة كلهَا تَدْبِير الله تَعَالَى فِي أرضه وَأَنَّهَا كلهَا معلقَة بَعْضهَا بِبَعْض وَأَنَّهَا لله تَعَالَى فَمَا اسْتَقْبَلَهُمْ من أَمر لم يؤثروا عَلَيْهِ شَيْئا وَلَا اخْتَارُوا من تِلْقَاء أنفسهم أمرا فلزموه ورفضوا لما سواهُ لأَنهم يحبونَ أَن يَكُونُوا كالعبيد مَا وضع بَين أَيْديهم عملوه عبودة حَتَّى يلْقوا الله تَعَالَى بهَا فَيَضَع عَنْهُم رق العبودة ويرضي عَنْهُم هَذَا بغيتهم
وَأما الْآخرُونَ فقد اخْتَارُوا من الْأَعْمَال وآثروا هَذَا على ذَلِك وَذَاكَ على هَذَا طلبا للأفضل لينالوا من نعيم الْجنان ورفضوا كثيرا من الْأَعْمَال