- الأَصْل السَّابِع عشر وَالْمِائَة
-
فِي النِّعْمَة وَالرَّحْمَة وَذكر بُلُوغ ذرى الْإِيمَان
عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبْعَث الله يَوْم الْقِيَامَة عبدا لَا ذَنْب لَهُ فَيَقُول لَهُ بِأَيّ الْأَمريْنِ أحب إِلَيْك أجزيك بعملك أم بنعمتي عَلَيْك قَالَ يَا رب تعلم أَنِّي لم أعصك قَالَ خُذُوا عَبدِي بِنِعْمَة من نعمي فَلَا تبغي لَهُ حَسَنَة إِلَّا استفرغتها تِلْكَ النِّعْمَة فَيَقُول يَا رب بنعمتك ورحمتك قَالَ فَيَقُول بنعمتي ورحمتي وَيُؤْتى بِعَبْد محسن فِي نَفسه لَا يرى أَن لَهُ سَيِّئَة فَيُقَال لَهُ هَل كنت توالي أولياءي قَالَ يَا رب كنت من النَّاس سلما قَالَ فَهَل كنت تعادي أعدائي قَالَ يَا رب لم أكن احب أَن يكون بيني وَبَين أحد شَيْء قَالَ يَقُول الله عز وَجل وَعِزَّتِي لَا ينَال رَحْمَتي من لم يوال أوليائي وَلم يُعَاد أعدائي
فَالْأول عبد غافل عَن ربه متيقظ لآخرته مكب على نَفسه يحب أَن يلق الله تَعَالَى بِالصّدقِ من نَفسه فَيَقْتَضِي الثَّوَاب مِنْهُ على صدقه وَقد خَفِي عَلَيْهِ شَأْن الْمِنَّة وَالنعْمَة عَاشَ حَافِظًا لأموره مَادًّا عينه إِلَى ثَوَابه فَإِذا لقِيه نطق لِسَانه بِمَا توطنه فِي الدُّنْيَا وعامل الله تَعَالَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute