للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى الْقلب فَإِذا كَانَ الْقلب أبله ورفض الكياسة وَكَانَ مستثقلا فِي نوم البلاهة والغفلة انخدع لما يُورد الْعَدو فَأوردهُ على توحيده شرك الْأَسْبَاب بَدَلا وبالتوجه إِلَيْهِ توجها إِلَى أَوْلِيَاء الْأَسْبَاب وبالإقبال إِلَيْهِ إقبالا على أَحْوَال النَّفس وببذل النَّفس لَهُ عبودة بذل النَّفس لمناه وشهواته وبائتمانه على نَفسه إئتمان مَا جمع وحوى من الدُّنْيَا وباتخاذه وَكيلا إتخاذ علمه وبصره وحذقه بالأمور وَكيلا وبالتفويض إِلَيْهِ تفويضا إِلَى تَدْبيره وقوته مقتدرا وبالركون إِلَيْهِ ركونا إِلَى خدمه فَلبس مَا أعطي من الْكُنُوز بِهَذِهِ الْأَشْيَاء فَانْقَطَعت قوته ومادة مَعْرفَته من الله تَعَالَى

فَأَي مغبون أعظم غبنا من هَذَا فبعدا لَهُ لِأَنَّهُ قد ترك نصيحة الله لَهُ فَإِنَّهُ أنزل عَلَيْهِ نصيحته تَنْزِيلا فَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تلهكم أَمْوَالكُم وَلَا أَوْلَادكُم عَن ذكر الله وَمن يفعل ذَلِك فَأُولَئِك هم الخاسرون}

فَإِنَّمَا يذكر الله تَعَالَى من وَحده فِي جَمِيع أُمُوره دينا وَدُنْيا وَتوجه إِلَيْهِ فِي جَمِيع نوائبه وحوائجه وَأَقْبل عَلَيْهِ بِكُل همومه وبذل لَهُ نَفسه بذل من يعلم أَنه مَمْلُوك مَخْلُوق من تُرَاب ممنون عَلَيْهِ بخلقه وبعظائم المنن وائتمنه على نَفسه سكونا إِلَيْهِ واتخذه وَكيلا فاستراح من المخاوف وفوض إِلَيْهِ وَقعد بِبَابِهِ ينْتَظر خُرُوج تَدْبيره إِلَيْهِ وركن إِلَيْهِ ركون من اسْتندَ إِلَى جبل شامخ لَا يقدر أَن يُؤْتِي من قبله وَاطْمَأَنَّ فَمن ألهاه حب مَاله وَولده عَن ذكر الله بِهَذِهِ الْأَشْيَاء فخسر أَنه أعظم من أَن يُوصف لِأَنَّهُ خدع فأبدل بِمَا أعطي من الْجَوَاهِر الخرز والخزف والزجاج وَالْعِظَام والفلوس فليت شعري فِي أَي وَاد بَقِي توحيده وَفِي أَي وَاد هُوَ أُولَئِكَ ينادون من مَكَان بعيد

عَن أبي معبد بن حبَان أَو عَن حبَان بن حجر قَالَ قَالَ رَسُول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>