يورثون إِرْث النُّبُوَّة بِحكم الله قَالَ الله تَعَالَى {وَورث سُلَيْمَان دَاوُد} وَقَالَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام {فَهَب لي من لَدُنْك وليا يَرِثنِي وَيَرِث من آل يَعْقُوب}
وَهَذَا الْوَلَد هُوَ سَام بن نوح فِيمَا رُوِيَ فِي الْخَبَر وَهُوَ أَب الْعَرَب والعجم المجاورين للْعَرَب وهم فَارس وَالروم وَأما حام فَهُوَ أَب الْحَبَشَة والهند والسند وَأما يافث فَهُوَ أَب التّرْك والصقالبة ويأجوج وَمَأْجُوج فَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة مِمَّن ركبُوا السَّفِينَة مَعَه وَامْتنع كنعان الابْن الرَّابِع وَحَال بَينهمَا الموج فَكَانَ من المغرقين وَإِنَّمَا صَارَت هَذِه الْكَلِمَات الْأَرْبَع قيام السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ بِالْحَقِّ لِأَن الله تَعَالَى خلق السَّمَوَات وَالْأَرضين وَمَا فِيهِنَّ بِالْحَقِّ لتجزى كل نفس بِمَا كسبت وهم لَا يظْلمُونَ وَحَقِيقَة الْقيام بِالْحَقِّ فِي الْوَفَاء بمقالة سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَإِنَّمَا يُطَالب الله عباده بِحَقِيقَة الْقيام بِهَذِهِ الْكَلِمَات الْأَرْبَع حَتَّى يُرْضِي الْحق فالسموات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ مسخرات للآدمي ليقوم هَذَا الْآدَمِيّ بمقالة سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر منطقا وَعَملا ووفاء لطهارة هَذِه الْأَرْبَع ونزاهتهن وقدسهن
فَمن قَامَ من الْآدَمِيّين بِهَذِهِ الْأَرْبَعَة بِهَذِهِ الصّفة الَّتِي وَصفنَا كَانَ ولي هَذِه الْكَلِمَات وَكَانَ ولي الله وَبِه تقوم السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ وَإِنَّمَا صَارَت فِي الْوَزْن أثقل من السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ وأوزن من أَعمال بني آدم لِأَن هَذِه الْكَلِمَات عماد الْأَعْمَال فبالتسبيح تطهر الْأَعْمَال وبالتقديس تحط أثقال النعم وبالتهليل تقبل الطَّاعَات وبالتكبير ترفع وينال الثَّبَات