للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْكَلِمَة ختما على أَفْوَاههم على تِلْكَ الترابية وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {ختم الله على قُلُوبهم} فالختم غير مَرْفُوع أبدا

وَأما الصِّنْف الثَّانِي فشكوا فهم فِي الزندقة ينتظرون مَا يكون وَلم يستيقنوا وَلَا اسْتَقَرَّتْ قُلُوبهم فتناثرت تِلْكَ الترابية على أَفْوَاه قُلُوبهم لتذبذبهم مرّة إقبالا على الله وَمرَّة إعْرَاضًا عَنهُ وَمرَّة إقبالا على بَال النَّفس فَلم يصر ختما وَلَكِن صَار قفلا قد يرفع وَيفتح إِن شَاءَ والختم لَا يرفع أبدا ذَلِك قَوْله تَعَالَى {أم على قُلُوب أقفالها}

وَأما الصِّنْف الثَّالِث فَقَالُوا رَبنَا الَّذِي يملكنا دَائِم يجعلنا حَيْثُ يَشَاء إِن شَاءَ جعلنَا فِي ظلمَة وَإِن شَاءَ جعلنَا فِي نور ثمَّ مدوا أَيدي الْقُلُوب نَحوه للتعلق بِهِ فَضرب بيدَيْهِ إِلَى قُلُوبهم فَقَالَ أَنْتُم لي عملتم أَو لم تعملوا فَصَارَت هَذِه الْكَلِمَة مَكْتُوبَة على قُلُوبهم فَمن أَصَابَته يَده الْيُمْنَى فهم الْأَوْلِيَاء وَمن أَصَابَته يَده الْأُخْرَى فهم عَامَّة الْمُوَحِّدين تناولهم فصيرهم فِي قَبضته وَصَارَت تِلْكَ الْكَلِمَة مَكْتُوبَة بَين أعين الْفُؤَاد على قُلُوبهم وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {أُولَئِكَ كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان} وَقَالَ للآخرين {أُولَئِكَ الَّذين طبع الله على قُلُوبهم وَاتبعُوا أهواءهم} فالطبع هُوَ الْخَتْم

فَهَذِهِ كَانَت صفتهمْ فِي البدو وَلم يزل ينقلهم من حَال إِلَى حَال إِلَى أَن نقلهم إِلَى الطينة المعجونة طِينَة آدم عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ تَعَالَى فِي تَنْزِيله {من حمإ مسنون}

<<  <  ج: ص:  >  >>