للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُم أَربع شَرَائِط ثمَّ قَالَ {فَأُولَئِك مَعَ الْمُؤمنِينَ} وَلم يقل من الْمُؤمنِينَ

فَهَؤُلَاءِ لاحقة بهم فهم فِي عدد الْمُؤمنِينَ وحظهم من الْمحبَّة قَلِيل وهم من أَصْحَاب القفل أدركتهم الرَّحْمَة الواسعة فصاروا متخلصين من النِّفَاق وَرفع القفل عَنْهُم حَتَّى انفتحت عُيُون أفئدتهم مَعَ هَذِه الشَّرَائِط الْأَرْبَع التَّوْبَة إِلَى الله والإصلاح لما خرب والاعتصام بِاللَّه وَالْإِخْلَاص لله فَحِينَئِذٍ ألحقهم بِالْمُؤْمِنِينَ ليعلم أَنهم لم يَكُونُوا من الْمُؤمنِينَ الَّذين كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان يَوْمئِذٍ بقوله أَنْتُم لي عملتم أَو لم تعملوا فَهَؤُلَاءِ يعتريهم ذَلِك النِّفَاق بعد إِيمَانهم فِي اعمالهم فهم الَّذين يدلون على الله بأعمالهم فِي الشَّرِيعَة ويعجبون بشأن أنفسهم ويكبون على أَمْوَالهم فِي عَامَّة عمرهم يتكثرون بهَا ويتعالون على الْخلق ويعاملون الله فِي السِّرّ بِخِلَاف الْعَلَانِيَة ويراءون بأعمالهم ويتفاخرون على طلب الدُّنْيَا وجاهها وعزها وَفَخْرهَا وخيلاها ويضاهئون الله فِي مدائحه فالعزة لله جَمِيعًا والعلو لله والكبرياء لله فهم فِي شهرهم ودهرهم طالبون لعز الدُّنْيَا ذَهَابًا بِأَنْفسِهِم عَن الْخلق وعلوا عَن أَحْوَالهم وتكبرا عَن الانقياد للحق لكبرياء نُفُوسهم ساخطين لأقدار الله فِي الْخلق وَفِي أنفسهم حاسدين لعباد الله فِي نعمهم مضادين لأقضيته وَتَقْدِيره وتدبيره فيهم فَهَؤُلَاءِ أَصْحَاب الأقفال الَّذين كَانَت لَهُ فيهم مَشِيئَة أَن تُدْرِكهُمْ رَحمته وجوده فَإِن للجود بعد انْقِضَاء الرَّحْمَة المقسومة يَوْم الْقِيَامَة بَين أهل الْجنَّة عملا وشأنا عَظِيما جاد الله على من بَقِي فِي النَّار آلافا من السنين وَلَيْسَ عِنْده مِثْقَال ذرة خير إِلَّا توحيده خرج لَهُ أَيَّام دُنْيَاهُ من بَاب الْجُود وَالرَّحْمَة الْعُظْمَى فهم أَصْحَاب الأقفال الَّذين كَانَت لله تَعَالَى فيهم مَشِيئَة أَن أدركتهم رَحمته الْعُظْمَى فَلم يبال بِمَا صَنَعُوا فَرفع عَنْهُم القفل فِي الدُّنْيَا حَتَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>