وَمثله كَمثل عروس مزين مد يَده إِلَيْهَا دنس متلوث فِي الْمَزَابِل متلطخ بالأقذار وَهِي تعرض عَنهُ أَنَفَة وتعافه وتقذره فَإِذا تطهر ثمَّ تزين فقد أدّى حَقّهَا أَقبلت إِلَيْهِ بوجهها ففاوضته وَصَارَت لَهُ جليسة فَكَذَلِك الْقُرْآن لَهُ ظهر وبطن فوجهه مِمَّا يَلِي بَطْنه والزينة والبهاء وَالْحسن فِي الْوَجْه فَلَا يكون جَلِيسا إِلَّا من تطهر من الذُّنُوب ظَاهرا وَبَاطنا وتزين بِالطَّاعَةِ ظَاهرا وَبَاطنا فَعندهَا يأمنه الْقُرْآن فيتحلى لَهُ بزينته وبهائه ومواعظه وَحكمه وَمَا حشى الله تَعَالَى فِيهِ من الْمَنّ واللطف لِعِبَادِهِ وَحرَام على من لَيْسَ هَذِه صفته أَن ينَال ذَلِك وَكَيف ينَال الْبر واللطف عبد آبق من مَوْلَاهُ هارب على وَجهه لَا يزْدَاد على تجدّد الْأَيَّام إِلَّا هربا بِنَفسِهِ إِنَّمَا ينَال الْبر إِذا أقبل إِلَيْهِ من إباقه تَائِبًا نَادِما فيمكث فِي التَّوْبَة مُدَّة يظْهر لَهُ نصحه فهناك فليتوقع بره ولطفه فَكَذَلِك هَذَا كَيفَ ينَال الْبر واللطف من الله تَعَالَى من قلبه مكب على حطام الدُّنْيَا وَقَضَاء الشَّهَوَات وَإِنَّمَا الْبر واللطف لِلْمُتقين والمحسنين وَقَالَ تَعَالَى {سأصرف عَن آياتي الَّذين يتكبرون فِي الأَرْض بِغَيْر الْحق}
وَعَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من تواضع لله دَرَجَة رَفعه الله دَرَجَة وَمن تواضع لله دَرَجَات رَفعه الله دَرَجَات حَتَّى يَجعله فِي أعلا عليين وَمن تكبر على الله دَرَجَة وَضعه الله دَرَجَة وَمن تكبر على الله دَرَجَات وَضعه الله دَرَجَات حَتَّى يَجعله فِي أَسْفَل سافلين