مخلقة قَالَ أَي رب أذكر أم انثى أشقي أم سعيد مَا الْأَجَل وَمَا الْأَثر وَمَا الرزق بِأَيّ أَرض تَمُوت فَيُقَال لَهُ إذهب إِلَى أم الْكتاب فَإنَّك ستجد هَذِه النُّطْفَة فَيُقَال للنطفة من رَبك فَتَقول الله تَعَالَى فَيُقَال من رازقك فَتَقول الله فتخلق فتعيش فِي أجلهَا وتأكل رزقها وَتَطَأ أَثَرهَا فَإِذا جَاءَ أجلهَا مَاتَت فدفنت فِي ذَلِك الْمَكَان
فالأثر هُوَ التُّرَاب الَّذِي يُؤْخَذ فيعجن بِهِ مَاؤُهُ وَذكر الزبير بن بكار الزبيرِي الْمدنِي رَضِي الله عَنهُ كتابا صنفه بعض أهل الْمَدِينَة فِي فضل الْمَدِينَة وكتابا صنفه بعض أهل مَكَّة فِي فضل مَكَّة فَلم يزل كل وَاحِد مِنْهُمَا يذكر بقعته بفضيلة يُرِيد كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يبرز على صَاحبه بفضيلة بقعته حَتَّى برز الْمدنِي على الْمَكِّيّ فِي خلة وَاحِدَة عجز عَنْهَا الْمَكِّيّ فَقَالَ إِن كل نفس إِنَّمَا خلقت من تربَتهَا الَّتِي دفنت فِيهَا بعد الْمَوْت فَكَأَن نفس الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا خلقت من تربة مدفنه فَبَان أَن تِلْكَ التربة لَهَا فَضِيلَة بارزة على سَائِر الْأَرْضين
عَن ابْن سِيرِين رَضِي الله عَنهُ يَقُول رَحمَه الله لَو حَلَفت حَلَفت صَادِقا بارا غير شَاك وَلَا مستثن أَن الله عز وَجل مَا خلق نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا أَبَا بكر وَلَا عمر رَضِي الله عَنْهُمَا إِلَّا من طِينَة وَاحِدَة ثمَّ ردهم إِلَى تِلْكَ الطينة