ثِنْتَيْنِ وَسَبْعَة فرقة نجا مِنْهُم ثَلَاث وَهلك سائرها فرقة آذت الْمُلُوك وقاتلتهم على دين الله وَدين عِيسَى بن مَرْيَم حَتَّى قتلوا وَفرْقَة مِنْهُم لم يكن لَهُم بموازاة الْمُلُوك طَاقَة فأقاموا بَين ظهراني قَومهمْ يَدعُونَهُمْ إِلَى دين الله وَدين عِيسَى بن مَرْيَم فَأَخَذتهم الْمُلُوك وقتلتهم وقطعتهم بالمناشير وَفرْقَة لم يكن لَهُم طَاقَة بموازاة الْمُلُوك وَلَا أَن يقيموا بَين ظهراني قَومهمْ يَدعُونَهُمْ إِلَى دين الله وَدين عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام فساحوا فِي الْجبَال وتزهدوا فِيهَا فهم الَّذين قَالَ الله تَعَالَى ورهبانية ابتدعوها مَا كتبناها عَلَيْهِم إِلَّا ابْتِغَاء رضوَان الله فَمَا رعوها حق رعايتها فآتينا الَّذين آمنُوا مِنْهُم أجرهم وَكثير مِنْهُم فَاسِقُونَ فالمؤمنون الَّذين آمنُوا بِي وصدقوني والفاسقون الَّذين كَذَّبُونِي وجحدوني
فَكَأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخبر فِي هَذَا الحَدِيث أَن الَّذين ساحوا وترهبوا هم الْفرْقَة الثَّالِثَة الَّتِي قد نجت وان الَّذين أخبر أَنهم مَا رعوها حق رعايتها قوم جَاءُوا من بعدهمْ يقتدون بهم فِي ذَلِك وَلَيْسوا على صدق من أَمرهم أخذُوا بِظَاهِر أَمرهم وفعلهم فساحوا ولزموا الديور والصوامع وَتركُوا سَبِيل أَصْحَابهم الَّذين مضوا على ذَلِك