وَرُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ الْأَخْلَاق فِي الخزائن فاذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا منحه خلقا
أَلا يرى أَن الرجل المفرط فِي دينه المضيع لحقوقه يَمُوت وَقد كَانَ صَاحب خلق من هَذِه الْأَخْلَاق فتنطلق أَلْسِنَة الْعَامَّة بالثناء عَلَيْهِ والمؤمنون شُهَدَاء الله فِي الأَرْض كَذَلِك رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ مَاتَ رجل على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأثْنى عَلَيْهِ خير فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجَبت ثمَّ مَاتَ آخر فأثني عَلَيْهِ شَرّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجَبت فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله قلت لذَلِك وَجَبت وَقلت لهَذَا وَجَبت قَالَ إِنَّكُم شُهَدَاء الله فِي الأَرْض ثمَّ تَلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا
فَهَذِهِ أَخْلَاق الله تَعَالَى أَكْثَرهَا مِمَّا تسمى بِهِ وَالَّذِي لم يتسم بِهِ فَهُوَ دَاخل فِيمَا تسمى بِهِ لِأَن اللين والرزانة من الْحلم وَالرَّحْمَة والعفاف من النزاهة وَالطَّهَارَة
فَمن منحه الله تَعَالَى وَاحِدَة من هَذِه الْأَخْلَاق يُعْطِيهِ نور ذَلِك الآسم