للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثله فَإِذا نَام وَخرجت نَفسه تمثل لَهُ تِلْكَ الْأَشْيَاء على طَرِيق الْحِكْمَة لتَكون لَهُ بشرى أَو نذارة أَو معاتبة ليكونوا على بَصِيرَة من أُمُورهم

فَأَما الْبُشْرَى فَمثل مَا يرْوى أَن صهيبا جَاءَ إِلَى أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت كَأَن يدك مغلولة إِلَى عُنُقك إِلَى سَرِير الى الْحَشْر فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ الله أكبر جمع لي ديني إِلَى يَوْم الْحَشْر

وَأما النذارة فَمَا يرْوى عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ أَنه رَجَعَ من الْيمن بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم مَعَه برقيق قد أَصَابَهُ هُنَاكَ فَقَالَ لَهُ عمر إذهب بهَا إِلَى أبي بكر حَتَّى تطيب لَك فَأبى وَقَالَ إِنَّمَا بَعَثَنِي رَسُول الله ليجبرني فِيمَا أصابني من الدّين وَطيب لي الْهَدِيَّة فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَهله وَبَات رأى تِلْكَ اللَّيْلَة كَأَنَّهُ قد وَقع فِي مَاء غمره فَأَتَاهُ عمر فَأخذ بِيَدِهِ حَتَّى أخرجه مِنْهَا فَلَمَّا أصبح غَدا بِالسَّبْيِ إِلَى أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فَقص عَلَيْهِ قصَّته فَقَالَ أَبُو بكر قد علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا بَعثك ليجبرك هم لَك حل

وَمَا رُوِيَ فِي فتح نهاوند حَيْثُ حمل إِلَى عمر السفطين فيهمَا حلي وَقد كَانَ للنجيرجان كنز فدله ذَلِك الرجل على الْكَنْز على أَن لَهُ الْأمان وَلأَهل بَيته فَجمع ذَلِك فَحَمله السَّائِب بن الْأَقْرَع إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ مَعَ أَصْحَابه مجمع أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فختمه وَوَضعه فِي خزائنه فَرَأى تِلْكَ اللَّيْلَة كَأَن مَلَائِكَة جَاءَت بسفطين فأوقدوا مَا فيهمَا جمرا يتوقد فَجعلت أنثني عَنْهُمَا وأنكص واقدم إِلَيْهِمَا فكاد ابْن الْخطاب يَحْتَرِق فَأتبعهُ بريدا إِلَى الْكُوفَة حَتَّى جَاءَ فَقَالَ مَا لي وَلَك يَا سائب إِنِّي رَأَيْت كَذَا فَاذْهَبْ بهما إِلَى الْكُوفَة وبعهما بأعطيات الْمُقَاتلَة والذرية

وَأما المعاتبة فَمَا روى سُلَيْمَان بن يسَار قَالَ اسْتَيْقَظَ أَبُو أسيد الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ يَقُول إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون فَاتَنِي وردي اللَّيْلَة وَكَانَ وردي الْبَقَرَة فقد رَأَيْت فِي الْمَنَام كَانَ بقرة تنطحني

<<  <  ج: ص:  >  >>