وَفِي رِوَايَة أبي سعيد رَضِي الله عَنهُ دخل رجل الْجنَّة مَا عمل خيرا قطّ فَذكر الحَدِيث
وَفِي رِوَايَة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فَيَقُول الله عز وَجل انْظُر إِلَى ملك أعظم ملك فِي الدُّنْيَا فَإِن لَك مثله وَعشرَة أَمْثَاله فَيَقُول لم تسخر بِي وَأَنت الْملك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَاك الَّذِي أضحكني
قَوْله لَا يدين الله دينا أَي لم يكن يسير فِي شَرِيعَته سير المطيعين فَأَما قبُول الشَّرِيعَة فَلم يكن يَخْلُو مِنْهُ إِذْ لَو جحد الدّين لكفر وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر لم يعْمل خيرا لله قطّ قَوْله أسمعك رَاهِبًا أَي رهبت مني وَهُوَ كَقَوْلِه هربت مني والهرب بِالنَّفسِ والرهب بِالْقَلْبِ فَهَذَا عبد كَانَت الْمعرفَة اسْتَقَرَّتْ فِي قلبه بِالتَّوْحِيدِ لله تَعَالَى وبالمبعث بعد الْمَوْت وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْجَهْل بِاللَّه وبأمره فأهمل الْحُدُود وعطل الْعُمر فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت هاج مِنْهُ خوف التَّوْحِيد فأعمل فِي قلبه فطلبته نَفسه الجاهلة بِاللَّه ملْجأ وخلاصا من الله فدلته نَفسه على مَا أوصى بِهِ أَهله من الإحراق والسحق والتذرية فذهل عقله من المخافة وانقطعت حيله فَهَذَا بذلك فألجأه الله تَعَالَى بالمعرفة من غير الْتِفَات الى العبودة قَالَ الله تَعَالَى الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم أُولَئِكَ لَهُم الْأَمْن وهم مهتدون فَلم يعْمل خيرا قطّ فَأَدْرَكته دولة السَّعَادَة فَأصَاب حظا من الخشية والخشية إِنَّمَا تنَال عِنْد كشف الغطاء وانشراح الصَّدْر بِالنورِ وَكَانَ قد