ان اشْترى سلْعَة فخان فِيهَا أَو مدح بِمَا لَيْسَ فِيهِ فانما فعل ذَلِك لغنية قلبه وَأَنه يحْسب أَن ذَلِك رزقه ومعيشته وَكم من مغرور بِمثل هَذَا قد خدعه شَيْطَانه وأماني نَفسه ثمَّ يبغت بِالْمَوْتِ وَقد عري من منفعَته فَيصير مهنأة لوَارِثه والوبال عَلَيْهِ فَلَو سقط عَن قلبه محسبة معاشه ورزقه وَعلم أَن ذَلِك بيد الله تَعَالَى يُخرجهُ من مَشِيئَة الْغَيْب فيجريها بالأسباب كَانَ مراقبا لما يصنع مَوْلَاهُ مَادًّا عينه إِلَى مَا تخْتَار لَهُ ثمَّ لَا يتهمه إِن أَتَاهُ غير مَا تحب نَفسه يُؤْتى برزقه عفوا صفوا وتقواه مَعَه وعَلى رزقه طَابع الْإِيمَان
قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل الْأَعْمَال أَن لَا تتهم الله تَعَالَى فِي شَيْء قضي عَلَيْك
والمتعلق بِأَسْبَاب الرزق قلبه جوال وَنَفسه جشعة وَهُوَ كالهمج فِي الْمَزَابِل يطير من مزبلة إِلَى مزبلة حَتَّى يجمع أوساخ الدُّنْيَا ثمَّ يخلفها وَرَاء ظَهره وَينْزع قَابض الْأَرْوَاح مخاليبه الَّتِي قد احتدت للقبض على حطام الدُّنْيَا ويلقى الله تَعَالَى بايمان سقيم دنسة وسخة ويخاطبه ربه عز وَجل فِي وقفته بَين يَدَيْهِ عَبدِي من كنت تعرف لنَفسك رَبًّا وإلها فَيَقُول لَهُ إياك عرفت وَبِك آمَنت فَيُجِيبهُ أَمن معرفتك إيَّايَ أَو إيمانك بِي كَانَ يحل بك من خوف الْقُوت والرزق مَا عَمَلك على أَن عَصَيْتنِي بأنواع الْمعْصِيَة لأَجله أشككت فِي ضماني أم اتهمتني أم أَسَأْت الظَّن بِي
فَمن فتح لَهُ طَرِيق الْهِدَايَة إِلَى الله تَعَالَى وَعرف ربه عز وَجل معرفَة الموقنين سقط عَن قلبه هم الرزق وفكره وَلها عَنهُ وشغله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute