الله عَنهُ فَخرج إِلَيْهِ فَقَالَ أما تعرفنِي يَا أَبَا عبد الله قَالَ نعم عرف روحي روحك قبل أَن أعرفك
وَمثله قَول أويس لهرم حَيْثُ قَالَ لَهُ السَّلَام عَلَيْك يَا أويس قَالَ وَعَلَيْك السَّلَام يَا هرم بن حَيَّان قَالَ وَمن أَيْن علمت رَحِمك الله أَنِّي هرم بن حَيَّان قَالَ عرف روحي روحك وَإِن الْأَرْوَاح خلقت قبل الأجساد بألفي عَام فتشامت كَمَا تشام الْخَيل وَهَذَا لِأَن بصر الرّوح مُتَّصِل ببصر الْعقل فِي عين الْإِنْسَان فالعين جارحة وَالْبَصَر من الرّوح وَإِدْرَاك الألوان من بَينهمَا فَإِذا تفرغ الْعقل وَالروح من اشْتِغَال النَّفس أبْصر الرّوح وَأدْركَ الْعقل مَا أبْصر الرّوح فَعلم وَإِنَّمَا عجزت الْعَامَّة عَن هَذَا لشغل الْأَرْوَاح بالنفوس واشتباك الشَّهَوَات بهَا فيشغل بصر الرّوح عَن دَرك هَذِه الْأَشْيَاء وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يطلع عَلَيْكُم من هَذَا الْفَج رجل من أهل الْجنَّة فَاطلع جرير
وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ لتتلاقى أَرَادَ بذلك الْمُؤمن المستكمل لحقائقه الَّذِي قد شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ على نور من ربه لَيْسَ الموحد الَّذِي أقبل على شهواته وتشاغل عَن عبودته حَتَّى خلط على نَفسه الْأُمُور قلبه مأسور وروحه مَشْغُول وَنَفسه مَفْتُونَة فَكيف يبصر أَو يعقل