جَمِيع حوائجها ثمَّ تزَوجهَا فَوَجَدَهَا بكرا فَقَالَ لَهَا أَلَيْسَ هَذَا أجمل مِمَّا أردْت قَالَت يَا نَبِي الله إِنِّي ابْتليت فِيك بِأَرْبَع كنت أجمل النَّاس كلهم وَكنت أَنا أجمل أهل زماني وَكنت بكرا وَكَانَ زَوجي عنينا
وَأما دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام فَفتح من الْمِحْرَاب بَاب الكوة واطلع على تِلْكَ الْمَرْأَة فَوَقع فِي نَفسه شَأْنهَا وفتنتها فَلم يملك نَفسه حَتَّى وَجه إِلَيْهَا من يَوْمه ليضمها إِلَى نِسَائِهِ كي يسكن الهائج من نَفسه انتظارا لما يكون فَأَبت الْمَرْأَة فَمشى إِلَى بَابهَا فَمر بملكين يُنَاجِي أَحدهمَا صَاحبه وَهُوَ يَقُول لقد أكْرم الله إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق عَن مثل هَذَا الممشى وَمضى فَلم يعتصم حَتَّى وقف ببابها فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَت من ذَا فَأَخْبرهَا فَقَالَت أعاذ الله دَاوُد من أَن يمشي هَذَا الممشى فَانْصَرف فَكتب إِلَى صَاحب بعث كَانَ زَوجهَا فِيهِ وَأمره أَن يقدم زَوجهَا فِي مِائَتي رجل من بني إِسْرَائِيل مَعَ تَابُوت السكينَة وَكَانَ من قدم مَعهَا لم يرجع حَتَّى يفتح عَلَيْهِ أَو يقتل فَتقدم فَقتل فَلَمَّا انْقَضتْ عدتهَا خطبهَا فَتَزَوجهَا فَلبث بذلك مَا شَاءَ الله فَلم يرعه إِلَّا وَقد تسور الخصمان عَلَيْهِ الْمِحْرَاب فَفَزعَ فقصا الْقِصَّة وعرجا فانكشف الغطاء عَن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وخر لله سَاجِدا أَرْبَعِينَ صباحا حَتَّى نبت المرعى حول وَجهه وغمر رَأسه ثمَّ نُودي أجائع فتطعم أَو عَار فتكسى فَنحب نحبة هاج المرعى من حر جَوْفه فغفر لَهُ وَبشر بهَا فَقَالَ يَا رب هَذَا ذَنبي فِيمَا بيني وَبَيْنك قد غفرته فَكيف بفلان وَكَذَا رجلا من بني إِسْرَائِيل تركت أَوْلَادهم أيتاما ونساءهم أرامل قَالَ يَا دَاوُد لَا يجاوزني يَوْم الْقِيَامَة ظلم أمكنه مِنْك ثمَّ أستوهبك مِنْهُ بِثَوَاب الْجنَّة قَالَ يَا رب هَكَذَا تكون الْمَغْفِرَة الهنيئة ثمَّ قيل يَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute