فَأَما قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لاتضربوا الرَّقِيق فخليق أَن يكون إِنَّمَا نهى عَن ضَربهمْ على غضب الْمولى لنَفسِهِ فِي نفع أَو ضرّ لَا لله تَعَالَى وَأما إِذا ضربه تأديبا ليقومه لِئَلَّا يَعْصِي الله تَعَالَى فِي أُمُوره وَلِئَلَّا يعْصى الْمولى فِي أُمُوره اللَّازِمَة لَهُ فَإِن عصيانه وتضييع أُمُوره مَعْصِيّة لله تَعَالَى فَذَاك مِمَّا يجب عَلَيْهِ وَهُوَ دَاخل فِي قَوْله تَعَالَى {قوا أَنفسكُم وأهليكم نَارا}
عَن زيد بن أسلم رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله مَا تَقول فِي ضرب المماليك قَالَ إِن كَانَ ذَلِك فِي كنهه وَإِلَّا قيد مِنْكُم يَوْم الْقِيَامَة قيل يَا رَسُول الله مَا تَقول فِي سبهم قَالَ مثل ذَلِك قيل يَا رَسُول الله فَإنَّا نعاقب أَوْلَادنَا ونسبهم قَالَ إِنَّهُم لَيْسُوا مثل أَوْلَادكُم إِنَّكُم لَا تتهمون على أَوْلَادكُم
عَن عبيد الله بن رِفَاعَة بن رَافع الزرقي عَن أَبِيه رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله كَيفَ ترى فِي رقيقنا أَقوام مُسلمُونَ يصلونَ صَلَاتنَا وَيَصُومُونَ صيامنا نضربهم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُوزن ذنبهم وعقوبتكم إيَّاهُم فَإِن كَانَت عقوبتكم أَكثر من ذنبهم أخذُوا مِنْكُم قَالَ أَفَرَأَيْت سبنا إيَّاهُم قَالَ يُوزن ذنبهم وأذاكم إيَّاهُم فَإِن كَانَ أذاكم أَكثر اعطوا مِنْكُم قَالَ الرجل مَا اسْمَع عدوا أقرب إِلَى مِنْهُم