وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أول شَيْء خلق الله تَعَالَى الْقَلَم ثمَّ خلق النُّون وَهِي الدواة ثمَّ قَالَ لَهُ أكتب قَالَ وَمَا أكتب قَالَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة من عمل أَو أثر أَو رزق أَو أجل فَكتب مَا يكون وَمَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {ن والقلم}
قسم الله تَعَالَى الْعقل بَين خلقه على علمه بهم ثمَّ قسم بَين الْمُوَحِّدين عقل الْهِدَايَة على علمه بهم فتفاوت الْقسم فَكل مَا اسْتَقر فِي عبد كَانَ دَلِيله على مقاديره الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمئِذٍ فَكل فعل فعله يلهم الْعقل صَاحبه فِي كل مَا أذن لَهُ وَمَا خطر عَلَيْهِ فَكل من كَانَ حَظه من الْعقل أوفر فسلطان الدّلَالَة فِيهِ أعظم وأنور
وَمن شَأْن الْعقل الدّلَالَة على الرشد وَالنَّهْي عَن الغي فَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا ذكر لَهُ عَن رجل شدَّة اجْتِهَاد وَعبادَة سَأَلَ عَن عقله لما قد علم أَن الْعقل هُوَ الَّذِي يكْشف عَن مقادير العبودة ومحبوب الله تَعَالَى ومكروهه لِأَن الْعِبَادَة الظَّاهِرَة قد تكون من الْعَادة وَقد تكون من المساعدة فَإِن كَانَ الْعقل يدله على الْعِبَادَة الظَّاهِرَة كَانَ علامته أَن يتورع عَن مساخط الله تَعَالَى فَكَانَ الْعقل مِمَّا عقل عَن