للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمعاشهم وَيزِيد فِي وظائفهم ويهيئ لَهُم لينالهم حَظه من ذَلِك السَّلَام وَتلك البركات لِأَن الله تَعَالَى اسْتَقْبَلَهُمْ بالدنيا بعد أَن غرقها وخربها شرقا وغربا فَلم يبْق فِي جَمِيع الدُّنْيَا إِلَّا سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام بِمن فِيهَا فَرد عَلَيْهِم دنياهم يَوْم عَاشُورَاء وَأمرُوا بالهبوط للتبوئة والتهيؤ لأمر المعاش مَعَ السَّلَام والبركات عَلَيْهِم وعَلى الْأُمَم الْمُوَحِّدين الَّذين فِي صلبه فَمن أَتَى عَلَيْهِ ذَلِك الْيَوْم فَكَأَنَّهُ فِي وقته يهْبط من السَّفِينَة ويهيئ لِعِيَالِهِ معاشا وتناله السَّلامَة والبركات لذَلِك

وَرُوِيَ أَن من اكتحل يَوْم عَاشُورَاء بكحل أثمد لم تتوجع عينه تِلْكَ السّنة وعوفي من الرمد وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام خير أكحالكم الأثمد فَإِنَّهُ ينْبت الشفر ويجلو الْبَصَر

فالاكتحال مرمة الْعين وَفِي الْكحل قُوَّة لِلْبَصَرِ ومدد للروح لِأَنَّهُ ينْبت الأشفار وَهُوَ ستر الناظرين وَيُقَوِّي الْبَصَر فَإِنَّهُ يجليه وَيذْهب بالغشاوة وَمَا يتحلب من الماقين من فضول الدُّمُوع والبلة الطبيعية ينشفه الأثمد وَلَا يَدعه يتلبث فَيصير غشاوة وغيما على حدقتيه وَفِيه مدد للروح لِأَن بصر الرّوح فِي الْبَاطِن مُتَّصِل ببصر الْعين فَإِذا ذهبت الغشاوة وصل النَّفْع إِلَى بصر الرّوح وَوجد لذهابه رَاحَة وخفة فَإِذا كَانَ مِنْهُ فِي هَذَا الْيَوْم مرمة النَّفس نَالَ الْبركَة والسلامة وعوفي من الضّيق ووسع عَلَيْهِ سَائِر سنته وَإِن كَانَت مرمة الرّوح عوفي من الرمد

<<  <  ج: ص:  >  >>