أثقال غيظه من الْمُؤمن لما يرى من الطَّاعَة وَالْوَفَاء لله تَعَالَى وَإِذا أَرَادَ أَن يشركهُ فِي طَعَامه وَشَرَابه ولباسه ومنامه ومجلسه ومتصرف أَحْوَاله زَجره وطرده عَنهُ بِالتَّسْمِيَةِ فَوقف مِنْهُ بمزجر الْكَلْب نَاحيَة فَإِذا أَرَادَ أَن ينفره عَنهُ نطق بالوحدانية وَهِي الْكَلِمَة الْعليا الَّتِي يَهْتَز الْعَرْش لَهَا فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَإِذا سَمعهَا انتكس فَصَارَ أَعْلَاهُ أَسْفَله وَولى على وَجهه هَارِبا إِلَى رسه وَذَلِكَ قَوْله عز وَجل {وَإِذا ذكرت رَبك فِي الْقُرْآن وَحده ولوا على أدبارهم نفور}
رُوِيَ عَن أبي الجوزاء أَنه قَالَ لَيْسَ شَيْء أطْرد لَهُ من الْقلب من قَول لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ تَلا {وَإِذا ذكرت رَبك فِي الْقُرْآن} الْآيَة
عَن عَمْرو بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَرَأت فِي التَّوْرَاة إِن سرك أَن تحيي وتبلغ علم الْيَقِين فاحتل فِي كل حِين أَن تغلب شهوات الدُّنْيَا فَإِنَّهُ من يغلب شهوات الدُّنْيَا يفزع الشَّيْطَان من ظله
عَن سديسة مولاة حَفْصَة رَضِي عَنْهُمَا قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مَا لَقِي الشَّيْطَان عمر قطّ إِلَّا خر لوجه
عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ مَا لَقِي الشَّيْطَان عمر فِي فج فَيسمع صَوته إِلَّا أَخذ فِي غَيره