وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ من لَقِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو بَايعه أَو رَآهُ رُؤْيَة وَاحِدَة وَإِنَّمَا أَرَادَ من لَازمه غدْوَة وَعَشِيَّة وَكَانَ يتلَقَّى الْوَحْي مِنْهُ طريا وَيَأْخُذ عَنهُ الشَّرِيعَة الَّتِي جعلت منهجا للْأمة وَينظر مِنْهُ إِلَى آدَاب الْإِسْلَام وشمائله فصاروا من بعده أَئِمَّة أَدِلَّة فبهم الإقتداء وعَلى سيرتهم الاحتذاء فَكَانُوا يسمون عِنْده ويصبحون عِنْده ولازموه فِي السّفر والحضر وتفقهوا فِي دين الله وَعرفُوا النَّاسِخ والمنسوخ وَالسّنَن وهم الَّذين أثنى الله عَلَيْهِم وَأمر نبيه عَلَيْهِ السَّلَام بِالصبرِ مَعَهم فَقَالَ {واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي}
فَهَؤُلَاءِ هم النُّجُوم الْأَدِلَّة وشبههم عَلَيْهِ السَّلَام بالنجوم لِأَن بهم الإقتداء وهم من الْأَصْحَاب قَلِيل عَددهمْ كَالنُّجُومِ لأَنهم أهل بصائر ويقين وَجَاز لَهُم اجْتِهَاد الرَّأْي بِفضل الْيَقِين والبصائر فَلَمَّا اخْتلفُوا فِي اجتهادهم جَازَ لكل أحد لم يكن من أهل النّظر والتمييز أَن يَأْخُذ بقول من أَقْوَالهم تقليدا لَهُ وَمن كَانَ من أهل النّظر فَاخْتَارَ قولا من أَقْوَالهم مُجْتَهدا مستنبطا كَانَ لَهُ ذَلِك وَأما غير هَؤُلَاءِ فهم مِثَال الْكَوَاكِب يضئن لأَنْفُسِهِمْ وَلَيْسوا بأدلة وَلَا أَئِمَّة