بسبعمائة وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا حسن إِسْلَام العَبْد تمم الله لَهُ عمله بسبعمائة ضعف
فَقَوله حسن إِسْلَامه هُوَ أَن يَسْتَقِيم وَيكون مُسْتَقِيم الطَّرِيق إِلَى ربه لَا يعرج يَمِينا وَشمَالًا أَي لَا يعْصى فَهَذَا ترفع أَعماله من جوارح طَاهِرَة وَالْأول من جوارح دنسة
والصنف الثَّالِث قوم أهل يَقِين انتبهوا وحييت قُلُوبهم بِاللَّه عز وَجل وَمَاتَتْ مِنْهَا الشَّهَوَات وهم السَّابِقُونَ المقربون قَالَ الله تَعَالَى فِي السَّابِقين {وَمِنْهُم سَابق بالخيرات بِإِذن الله ذَلِك هُوَ الْفضل الْكَبِير} فأعمالهم مضاعفة لَا يعلم تضعيفها إِلَّا الله عز وَجل وَهُوَ قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الرجل من أمتِي ليبلغ وزن الْحَرْف الْوَاحِد من تسبيحه زنة أحد
وَمَا رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ إِن الرجل من هَذِه الْأمة يعدل عمل يَوْمه سبع سموات وَسبع أَرضين
وَمَا رُوِيَ عَن كَعْب رَضِي الله عَنهُ أَن الرجل من هَذِه الْأمة ليخر سَاجِدا فَيغْفر لمن خَلفه فَكَانَ كَعْب رَضِي الله عَنهُ يتوخى الصَّفّ الْأَخير من الْمَسْجِد رَجَاء ذَلِك وَيذكر أَنه وجده كَذَلِك