للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْحسب كَثِيرَة المَال قَالَ الشَّيْخ أشباب وجمال وَمَال مَا يتْرك هَذَا أحدا نَكَحَهَا قَالَ ابْن لُقْمَان مَا أُرِيد النِّكَاح يَا عَم وَإِنِّي لعَلي رحلي قَالَ أَقْسَمت عَلَيْك لتفعلن فَوَافَقَ ذَلِك مِنْهُ هَوَاهُ وَذكر الَّذِي عوفي فِي الشَّجَرَة وَأَن أَبَاهُ قَالَ إِن صَحِبت رجلا هُوَ أكبر مِنْك فَلَا تعصه فنكحها

فَلَمَّا ملك عصمتها أَتَاهُ بعض صديق أَبِيه قَالَ مَا صنعت هَذِه امْرَأَة قد نكحت تِسْعَة لَيْسَ مِنْهُم رجل إِلَّا يصبح مَيتا على فراشها وَأَنت الْعَاشِر فَدخل الشَّيْخ على ابْن لُقْمَان وَهُوَ مهموم حَزِين قَالَ مَا يحزنك قَالَ الْمَرْأَة الَّتِي أَمرتنِي أَن أنْكحهَا نكحت قبلي تِسْعَة لَيْسَ مِنْهُم رجل إِلَّا يصبح مَيتا على فراشها وَأَنا الْعَاشِر وَأَنا أكره الْمَوْت قَالَ انْظُر الَّذِي آمُرك بِهِ فافعله فَإِذا أدخلت عَلَيْك فَلَا تَقربهَا حَتَّى تَأتِينِي

فَأَقْبَلُوا بهَا إِلَيْهِ حَتَّى أدخلوها عَلَيْهِ وَكَانَ من خلق أَهلهَا وغلمانها أَنَّهَا إِذا أدخلوها على الزَّوْج حفوا بِالْبَيْتِ فَإِذا صَاح كَانَت عَلامَة مَوته دخلُوا فاحتملوا صاحبتهم وَمَا مَعهَا وتركوه فحفوا بِالْبَيْتِ كَمَا كَانُوا يصنعون وَقَالَ ابْن لُقْمَان للْمَرْأَة إِن لي حَاجَة فَخرج إِلَى الشَّيْخ فَقَالَ الْمَرْأَة فِي الْبَيْت وَأَنا عنْدك قَالَ ائْتِنِي بمجمرة فِيهَا جمر فَأَتَاهُ بهَا ابْن لُقْمَان فَعمد إِلَى رَأس الْحَيَّة الَّتِي قتل عِنْد الشَّجَرَة فَجَعلهَا على المجمرة ثمَّ قَالَ انْطلق بهَا فاجعلها تَحت الْمَرْأَة فَإِذا برد فائتني بهَا فَفعل بهَا ابْن لُقْمَان فَقَالَ اجعلي هَذَا تَحْتك فَفعلت فَلَمَّا طفئ الْجَمْرَة أخرجهَا فَذهب ابْن لُقْمَان بهَا إِلَى الشَّيْخ فَإِذا شبه الدودة محترقة فِي المجمرة فَقَالَ إذهب إِلَى أهلك فَلَا بَأْس عَلَيْك فَإِن هَذِه الَّتِي كَانَت تقتل الرِّجَال فَانْطَلق إِلَى أَهله فَأصْبح قرير عين وأصبحت فرحة وتفرق الَّذين كَانُوا حفوا بِالْبَيْتِ فَلَمَّا أَرَادَ ابْن لُقْمَان أَن يرتحل قَالَ لَهُ الشَّيْخ أَيْن تُرِيدُ قَالَ غريما لنا فِي سَاحل بَحر

<<  <  ج: ص:  >  >>