عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ تعرج الْأَرْوَاح إِلَى الله تَعَالَى فِي منامها فَمَا كَانَ طَاهِرا يسْجد تَحت الْعَرْش وَمَا لم يكن طَاهِرا يسْجد قاصيا فَلذَلِك يسْتَحبّ أَن لَا ينَام الرجل إِلَّا وَهُوَ طَاهِر
قَالَ أَبُو عبد الله فَإِنَّمَا ذكر عبد الله بن عَمْرو فِي حَدِيثه الْأَرْوَاح وَإِنَّمَا هِيَ النُّفُوس وَقد يُسَمِّي الشَّيْء باسم قرينه كَمَا قيل قلب وفؤاد فالقلب مَا بطن والفؤاد مَا ظهر وَفِيه العينان والأذنان وَالْخُرُوج من منامها للنفوس وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا وَالَّتِي لم تمت فِي منامها فَيمسك الَّتِي قضى عَلَيْهَا الْمَوْت وَيُرْسل الْأُخْرَى إِلَى أجل مُسَمّى}
عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ إِن النُّفُوس تعرج إِلَى الله تَعَالَى فِي منامها فَمَا كَانَ طَاهِرا سجد تَحت الْعَرْش وَمَا كَانَ غير طَاهِر تبَاعد فِي سُجُوده وَمَا كَانَ جنبا لم يُؤذن لَهَا فِي السُّجُود
قَالَ أَبُو عبد الله فَإِذا كَانَ بِطَهَارَة الْوضُوء ينَال الْقرْبَة تَحت الْعَرْش حَتَّى يسْجد هُنَاكَ فَكيف إِذا أَتَى بِطَهَارَة وَتَوَضَّأ ونزه وطاب وطهر بأنوار كَلَام الله تَعَالَى الَّتِي ترددت فِي صَدره وَنَفث مِنْهَا على جسده إِن هَذِه لسجدة لَهَا عِنْد الله خطر عَظِيم