الْعقل والمعرفة يقدر الْقلب على السَّعْي والطيران إِلَى الله فالشارب لزمزم إِن شرب لشبع أشبعه الله وَإِن شربه لري أرواه الله وَإِن شربه لشفاء شفَاه الله وَإِن شربه لسوء خلق حسنه الله وَإِن شربه لضيق صدر شَرحه الله وَإِن شرب لانفلاق ظلمات الصَّدْر فلقه الله وَإِن شربه لغنى النَّفس أغناه الله وَإِن شربه لحَاجَة قَضَاهَا الله وَإِن شربه لأمر نابه كَفاهُ الله وَإِن شربه للكربة كشفها الله وَإِن شربه لنصرة نَصره الله وبأية نِيَّة شربهَا من أَبْوَاب الْخَيْر وَالصَّلَاح وفى الله لَهُ بذلك لِأَنَّهُ اسْتَغَاثَ بِمَا أظهره الله تَعَالَى من جنته غياثا
فَأَما قَوْله مضنونة فَإِنَّمَا سميت لِأَنَّهَا قد ضن بهَا عَمَّن قبله من الْآدَمِيّين فجاد الله بهَا على أَب الْعَرَب إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام لتبقى مكرمتها فِي وَلَده مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي أمته وَأما قَوْله طيبَة فَإِنَّهَا طابت بِذَات الله خلقهَا بِيَدِهِ ثمَّ طابت بجود الله وبعطفه على ولد خَلِيله صلوَات الله عَلَيْهِمَا