للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحبته فقد قيل لَا يطْمع فِي استصلاح الرذل والحصول على معافاته فَإِن طباعه أصدق لَهُ مِنْك وَلنْ يتْرك طباعه لَك وَقد كَانَ يُقَال أصعب مَا يعانيه الْإِنْسَان ممارسته صَاحب لَا تتحصل مِنْهُ حَقِيقَته

الْفَائِدَة الثَّالِثَة من كَلَام الْحُكَمَاء إِذا رَأَيْت من جليسك أمرا تكرههُ وخلالا تحبها وصدرت مِنْك كلمة عوراء وهفوة غبراء فَلَا تقطع حبله وَلَا تصرم مودته وَلَكِن داو كَلمته واستر عَوْرَته فَإِن رَجَعَ وَإِلَّا فاتقه

قَالَ تَعَالَى فَإِن عصوك فَقل إِنِّي بَرِيء مِمَّا تعلمُونَ فَلم يَأْمر بقطعهم وَإِنَّمَا أمره بِالْبَرَاءَةِ من عَمَلهم السوء

الرُّكْن الْخَامِس عشر

تنظيم الْمجْلس وعوائده

وَفِيه مسَائِل

الْمَسْأَلَة الأولى لابد للسُّلْطَان من الِاجْتِمَاع بخواص مقربيه أَولا وبمن يصل إِلَيْهِ من سواهُم بِحَسب الْحَاجة ثَانِيًا وَالْمحل الْمعد لذَلِك هُوَ الْمجْلس فِي الْجُمْلَة وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله فِي شارات الْملك الطبيعية إِلْحَاق لَهُ أَن من اتِّخَاذ السرير فِي هَذَا الْمجْلس لما تَدْعُو إِلَيْهِ مُنَازع الْملك من الترفع عَن الْمُسَاوَاة فِي الْجُلُوس فِيهِ بَين السُّلْطَان وَمن عداهُ وَذَلِكَ مُسْتَلْزم لضَرُورَة عقد الْمجْلس أَولا كَمَا يشْهد بِاعْتِبَارِهِ فعل الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جُلُوسه مَعَ أَصْحَابه رَضِي الله عَنْهُم وَعند ذَلِك فآدابه الشَّرْعِيَّة والسياسية لابد من الْمُحَافظَة عَلَيْهَا

الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة مَا يُطَالب بِهِ السُّلْطَان فِي مَجْلِسه ضَرْبَان

أَحدهمَا مَا يحسن بِهِ فعله كالتجميل والصمت وَالْوَقار والانقباض

<<  <  ج: ص:  >  >>