تواضعك للْملك بِمِقْدَار زِيَادَته فِي رفعتك فَإِن استعفاك من ذَلِك فَأعلمهُ أَن ترك ذَلِك عنْدك إِثْم وَأَن فِي تخطيه حرجا عَلَيْك فَإِن عُقبى ذَلِك مَحْمُود لَك
السياسة الثَّالِثَة لخواص السُّلْطَان
وَسَائِر أَرْبَاب الدولة
وهم طبقتان
المسالمون لَهُ فِي الظَّاهِر والمتطلعون إِلَى مَنْزِلَته
الطَّبَقَة الأولى المسالمون
والنافع لَهُ فِي سياستهم مدارات خَمْسَة
[المدارة الأولى]
تنزيلهم حَيْثُ يضعهم الِاسْتِحْقَاق من خطْوَة المكانة الْوَاضِحَة عِنْد ذَوي الأقدار على موفور الجراية دونهَا مَعَ إرضاء السُّلْطَان فِي تَفْضِيل الْأُمَرَاء بِمَا لَا يتَجَاوَز من الْإِحْسَان إِلَى حُدُود الشّرف فبذلك يُؤمن مَحْذُور الْوُقُوع فِي خلل التَّدْبِير لسَائِر الطَّبَقَات وغرور مُخَالفَة قصد السُّلْطَان بِالْجُمْلَةِ
المدارة الثَّانِيَة
إرضاؤهم بعد ذَلِك بِحسن الِاعْتِذَار لَهُم بِمَا يصلح قُلُوبهم ويسكن فِي الرِّضَا بِمَا وصلت إِلَيْهِ نُفُوسهم مَعَ التلطف فِي تَحْسِين طَاعَة السُّلْطَان إِلَيْهِم ليهدي الله سُبْحَانَهُ نتيجة قصدك وشكر فَضِيلَة سعيك فتظفر مِنْهُ بصفاء النِّيَّة لَك وتأمينك على جَمِيع الْأُمُور
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute