[المطلع الأول]
فِي كليات مِمَّا تدبر بِهِ الْمَعيشَة من جَانب الْوُجُود وَفِيه انارات
الانارة الأولى
اقتناء المكاسب فِي الْوَقْت الْمَحْمُود لذَلِك وَهُوَ سنّ الشبيبة والاكتهال وَذَلِكَ لِأَن الانسان اربعة احوال الصِّبَا والشبيبة والاكتهال والشيخوخة مانعان من ذَلِك لفساد الاعضاء وَضعف القوى لَا سِيمَا الْعقل والتجربة فِي الصِّبَا قَالُوا وَمن أول الشبيبة إِلَى مُنْتَهى الاكتهال من أَرْبَعِينَ وَذَلِكَ من الْعشْرين إِلَى السِّتين وَمَا وَرَاء السِّتين فضعيف لما تفي بتدبير نَفسه ومكابدة ضعفه وَمَا قبل الْعشْرين فَتخرج وَتعلم وَأَوَان للارتياض واكتساب الْفَضَائِل
الانارة الثَّانِيَة
توَسط سعي هَذَا الاقتناء بَين طرفِي الافراط والتفريط فَالْأول لِئَلَّا يقطع عمره فِي جَمِيع مَا يصل بِهِ إِلَى اللَّذَّات الَّتِي يُشَارِكهُ فِيهَا الْحمار وَالْخِنْزِير أَو يستعد بِهِ لمتخوف الْحَاجة وَقد وَقع فِيهَا مثلهَا أَو اشد كَمَا قيل
(وَمن ينْفق السَّاعَات فِي جمع مَاله ... مَخَافَة فقر فَالَّذِي فعل الْفقر)
وَالثَّانِي لِئَلَّا يهمل التكسب اتكالا على البخث وايثارا لدواعي الطباع من غير مَادَّة كَافِيَة فيضيع الحزم ويعجز عَن غَايَة مَا اخْتَارَهُ ومقصد اليه إِذْ لَا قدرَة عَلَيْهِ غَالِبا إِلَّا بِالْمَالِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute