على السُّلْطَان أبي يَعْقُوب ملك الْمغرب قَالَ لَهُ مَا مطلب سلطانك بعد أَن فعلنَا لَهُ كَذَا وأسعفناه بِكَذَا وَعدد مَا قدمه إِلَيْهِ من الصَّنَائِع الْحَسَنَة
فَقَالَ لَهُ نعم يَا مَوْلَانَا رَضِي الله عَنْكُم كل ذَلِك كَانَ وَلم يُنكره مولَايَ وَلَا جَهله لَكِن لِسَان حَاله ينشد
اتقاء التساهل فِي اخْتِيَار الرَّسُول لما يُؤَدِّي إِلَيْهِ من عَظِيم الضَّرَر مَعَ الموَالِي والمعادي فَعَن بعض الْحُكَمَاء اختر رَسُولك فِي الْحَرْب والمسالمة فَإِن الرَّسُول يلين الْقُلُوب ويخشنها وَيبعد الْأُمُور ويقربها وَيصْلح الود ويفسده وَكَانَ أزدشير يَقُول كم من دم سفكه الرَّسُول بِغَيْر حق وَكم من جيوش قد قتلت وعساكر قد انتهكت وَمَال قد نهب وعهد قد نقص بخيانة الرَّسُول وَكذبه
الرِّعَايَة السَّابِعَة
امتحان الرَّسُول قبل ترشيحه للرسالة قَالَ الجاحظ من الْحق على الْملك أَن يمْتَحن رَسُوله محنة طَوِيلَة قبل أَن يَجعله رَسُولا إِلَى بعض خاصته ثمَّ حكى عَن مُلُوك الْأَعَاجِم إِنَّهَا كَانَت تمتحن من تختاره للرسالة بجعله رَسُولا إِلَى بعض خاصته مَعَ جعل عين عَلَيْهِ فَإِذا طابق مَا أَحْصَاهُ