الْأَدَب الثَّانِي عدوله بالسلطان عَن الْمضرَّة بِالنَّاسِ مَتى سلك طريقها بأعمال التلطف لَهُ فِي جذبه بالرفق بطرِيق الْمَنْفَعَة مظْهرا بِالنَّاسِ مَتى سلك طريقها بأعمال التلطف لَهُ فِي جذبه بالرفق بطرِيق الْمَنْفَعَة مظْهرا لَهُ أَن صورته عِنْده محبَّة الْإِحْسَان وَكَرَاهَة الأضرار
قلت وبالوثوق بِهِ يلجئه للسلوك على النهج الَّذِي أرشده إِلَيْهِ ذَلِك بنج الْهِدَايَة عَلَيْهِ
الْأَدَب الثَّالِث تنزله فِي إِلْقَاء الْفَائِدَة للسُّلْطَان بِحَيْثُ لَا يشْعر بِأَنَّهُ الْمُفِيد لَهُ بهَا فَفِي الأفلاطونيات يَنْبَغِي للوزير أَن يخرج إفادته للْملك فِي صُورَة الاستفادة مِنْهُ وَلَا ينسى مَحَله عِنْد رفع السُّلْطَان لَهُ
وَفِي العهود اليونانية إِذا شاورك الْملك فَلَا تكَلمه كَلَام المرشد لمن استهداه فِيمَا أشكل عَلَيْهِ ولير فِيك من الْحَاجة إِلَى عرض مَا تُشِير بِهِ عَلَيْهِ أَكثر من حَظه فِي فَائِدَة مَا بدا مِنْك
الْأَدَب الرَّابِع
تَنْبِيه سُلْطَانه على إِمْضَاء التَّغْيِير لما يخل بِحِفْظ الشَّرِيعَة بإحياء سننها وقمع الْبدع فِيهَا مَعَ إِحَالَة ذَلِك عَلَيْهِ بعد مبادرته هُوَ لواجب التَّغْيِير بِنَفسِهِ ليظْهر للنَّاس أَن عناية السُّلْطَان بذلك فَوق مَا أهمه هُوَ من الْعِنَايَة بِهِ
قَالَ فِي العهود فَإنَّك تهدي إِلَيْهِ فِيهِ مَا يزِيد فِي مكانتك وَيحسن أثارك ويطيب أخبارك
الْأَدَب الْخَامِس أَعمال جهده فِي التمَاس عذر السُّلْطَان فِي مَا أقرّ لَهُ فِيهِ بالْخَطَأ مَعَ الحذر من التَّصْرِيح بالموافقة عَلَيْهِ فَفِي الأفلاطونيات إِذا ذكر لَك رَئِيس خطأ كَانَ مِنْهُ واعترف بِهِ فأجل فكرك فِي الِاعْتِذَار لَهُ مِنْهُ وَاحْذَرْ أَن تعنفه وَلَا تجمع مَعَه على ذمه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute