الْمَسْأَلَة الأولى من الْوَارِد فِي التَّرْهِيب من مواقعة الْحُدُود وانتهاك الْمَحَارِم أَمْرَانِ
أَحدهمَا غيرَة الله تَعَالَى عَلَيْهَا فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله يغار وغيرة الله أَن يَأْتِي العَبْد الْمُؤمن مَا حرم الله عَلَيْهِ
الثَّانِي مصير الْعَمَل الصَّالح بذلك كالهباء المنثور فَعَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لأعلمن أَقْوَامًا من أمتِي يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة بأعمال أَمْثَال جبال تهَامَة بَيْضَاء فيجعلها الله هباء منثورا قَالَ ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله صفهم لنا لِئَلَّا نَكُون مِنْهُم وَنحن لَا نعلم قَالَ أما أَنهم من إخْوَانكُمْ وَمن جلدتكم وَيَأْخُذُونَ من اللَّيْل كَمَا تأخذون وَلَكنهُمْ أَقوام إِذا خلوا بمحارم الله انتهكوها رَوَاهُ ابْن ماجة قَالَ الْمُنْذِرِيّ وَرُوَاته ثقاة
تَمْثِيل روى التِّرْمِذِيّ عَن النواس بن سمْعَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله ضرب مثلا صراطا مُسْتَقِيمًا على كنفي الصِّرَاط أَي جانبيه داران لَهما أَبْوَاب مفتحة على الْأَبْوَاب سور وداع يَدْعُو على رَأس السراط وَالله يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام وَيهْدِي من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم والأبواب الَّتِي على كنفي الصِّرَاط حُدُود