الرِّعَايَة الأولى تحقق أَن موقع الرَّسُول من السُّلْطَان موقع الدَّلِيل من الْمَدْلُول وَالْبَعْض من الْكل فَفِي سياسة أرسطو اعْلَم أَن الرَّسُول يدل على عقل من أرْسلهُ إِذْ هُوَ عينه فِيمَا لَا يرى وَأذنه فِيمَا لَا يسمع وَلسَانه عِنْدَمَا غَابَ عَنهُ وَقَالُوا الرَّسُول قِطْعَة من الْمُرْسل
قلت وَمن الْمَشْهُور قَوْلهم ثَلَاثَة دَالَّة على صَاحبهَا الرَّسُول على الْمُرْسل والهدية على الْمهْدي وَالْكِتَابَة على الْكَاتِب
الرِّعَايَة الثَّانِيَة
اخْتِيَار من يرضى بهَا لأجل هَذَا الْموقع فَفِي بَقِيَّة كَلَام أرسطو الْمُتَقَدّم مقررا لما يَتَرَتَّب عَلَيْهِ فَيجب أَن تخْتَار أرفع من فِي حضرتك عقلا وبصيرة وَهبة وَأَمَانَة وتجنبا لجَمِيع الريب
(إِذا مَا كنت متخذا رَسُولا ... فَلَا ترسل سوى رجل نبيل)
(فَإِن النجح فِي الْحَاجَات يَأْتِي ... لطالبها على قدر الرَّسُول)
الرِّعَايَة الثَّالِثَة
تَقْسِيم الارسال بِحَسب اتصافهم بِمَا يطْلب فيهم إِلَى ثَلَاثَة كَمَا يظْهر من كَلَام أرسطو أَحدهَا الْكَامِل الاتصاف بِمَا شَرط فِيهِ وَهُوَ الْمُفَوض إِلَيْهِ بعد الْمعرفَة بغرض مرسله وَلذَلِك لَا يُوصي لاحْتِمَال أَن يرى عِنْد الْمُشَاهدَة أَن الصَّوَاب فِي غير مَا وَصِيّ بِهِ قَالَ