الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة قبُول الشَّفَاعَة فِي الْحُدُود وَهُوَ من بَاب إرضاء النَّاس بسخط الله تَعَالَى ووباله مَحْذُور من وَجْهَيْن
أَحدهمَا أَن فَاعل ذَلِك مُوكل إِلَى النَّاس وَلنْ يغنوا عَنهُ من الله شَيْئا فقد كتب مُعَاوِيَة إِلَى عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن اكتبي لي كتابا توصيني فِيهِ وَلَا تكثري عَليّ فَكتبت إِلَيْهِ سَلام عَلَيْك أما بعد فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من التمس رضى الله بسخط النَّاس كَفاهُ الله مُؤنَة النَّاس وَمن التمس رضى النَّاس بسخط الله وَكله الله إِلَيْهِم وَالسَّلَام
الثَّانِي إِن ذَلِك يعود عَلَيْهِ بسخط الله وَسخط النَّاس فَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَسخط الله فِي رضى النَّاس سخط الله عَلَيْهِ وأسخط عَلَيْهِ من أرضاه فِي سخطه وَمن أرْضى الله فِي سخط النَّاس رَضِي الله عَنهُ وأرضى عَنهُ من أسخطه فِي رِضَاهُ حَتَّى يزينه ويزين عمله وَقَوله فِي عينه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ