قلت وَقد تقدم أَن افضل الذّكر ذكر الله عِنْد امْرَهْ وَنَهْيه
الشَّفَقَة الثَّالِثَة إِلَّا يكون شَدِيد الْحِرْص على السُّوق للتِّجَارَة وَذَلِكَ بِأَن يكون أول دَاخل وَآخر خَارج وَذَلِكَ لأمرين أَحدهمَا أَن الاسواق عش الشَّيْطَان وَمَوْضِع توليده كَانَ عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي رَضِي الله عَنهُ يَقُول لَا تكن أول من يدْخل السُّوق وَلَا آخر خَارج مِنْهَا فَإِن بهَا باض الشَّيْطَان
الثَّانِي أَن الشَّيْطَان الْمُوكل بالاسواق مصاحب لمن كَانَ كَذَلِك وَمن ثمَّ هُوَ شَرّ أَهلهَا فقد روى أَن ابليس يَقُول لوَلَده سر بكتائبك فأت صَاحب الاسواق وزين الْكَذِب وَالْحلف والخديعة وَالْمَكْر والخيانة وَكن مَعَ أول دَاخل وَآخر خَارج مِنْهُ وَفِي الْخَبَر سرع الْبِقَاع الاسواق وَشر أَهلهَا اولهم دُخُولا وَآخرهمْ خُرُوجًا
تَعْلِيم
قَالَ الْغَزالِيّ وَتَمام هَذَا الِاحْتِرَاز أَن يراقب وَقت كِفَايَته فَإِذا حصلت انْصَرف واشتغل بِتِجَارَة الاخرة فقد كَانَ من السّلف من إِذا ربح