للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخير عندما استشار وزيره هاشماً بأمر ذلك الخادم طالبه بالتنكيل به وتشريده، فما كان من الأمير إلا أن أطلع وزيره على ضبارة كتب تحوي ما يقرب من مائة ورقة كلها ضد الوزير وكل واحد منها تكفي لسفك دمه، فأسقط في يد الوزير، وأخذ بالتنصل مما كتب ضده وقدم المعاذير ملقياً باللائمة على الحساد وطالب الأمير بالتثبت وعدم التسرع، فأخبره الأمير أن التسرع ليس من شيمته، وأنه قد اختبر تلك الكتب فوجد أكثرها كاذبة، ورغم ذلك فلهم مكافآت على ما يقدمونه من معلومات (١) ثم طالبه الأمير ببقاء أسماء أصحاب تلك الكتب سرية وتهدده بعقوبة شديدة إن خرج من تلك الأسماء شيء (٢).

ومن المكائد التي فطن لها الأمير محمد بن عبد الرحمن ما قام به وزيره هاشم بن عبد العزيز عندما عمل على رد أموال الكاتب صاحب القلم الأعلى قومس بن أنتنيان (٣) إلى بيت مال المسلمين، وعدم تقسيمها بين ورثته، متهماً إياه بأنه قد مات على النصرانية، وقد وردت على القاضي


(١) - لأنه إن قطع الأمير مكافأة أحد أولئك المخبرين بسبب كذبه، تردد الباقون في رفع الأخبار إليه. انظر: أخبار مجموعة، ص ١٤٣.
(٢) - أخبار مجموعة، ص ١٤٢ - ١٤٤.
(٣) - قومس بن أنتنيان ينتمي لأسرة نصرانية، احتفظ بديانته مدة، ثم أسلم، وتولى الكتابة للأمير محمد بن عبد الرحمن سنة ٢٤٦ هـ، وتوفي بعد ذلك بمدة وجيزة. انظر: المقتبس، تحقيق: محمود مكي ص ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>