للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبدو أن الأمير الداخل قد قام بهذه الخطوة، رغبة منه في استمالة القوى القبلية حتى يقوى أمره، ومن ثم يفرض رؤيته الخاصة عن نظام الحكم والإدارة، فهو رغم إدراكه لما كان قد أضمره له أبو الصباح بعد معركة المصارة (١)، إلا أنه ولاه اشبيلية إلى حين تأتي الفرصة المناسبة للقضاء عليه بهدوء، وهو ما حصل، فقد أصدر الأمير أمراً بعزل أبي الصباح عن منصبه إضعافاً لأنصاره الذين كثرت حركات تمردهم على إمارة قرطبة، ولأن أبا الصباح رفض تنفيذ الأمر، فقد أعلن عن عصيانه وتمرده، فأرسل له الأمير كتاب أمان استدرجه به إلى قصر قرطبة، وهناك قضى عليه وذلك سنة (١٤٩) هـ (٢) (٧٦٦ م) ثم عزل جميع الزعماء القبيليين الذين لم يرق لهم الانصياع لنظام الحكم الجديد، وعين بدلاً منهم أمراء من البيت الأموي، أو الموالي أبناء البيوتات المساندة، فقد جعل حبيب بن عبد الملك (٣) والياً على طليلطة (٤)، وعبد الملك بن عمر


(١) - المصدر السابق، ص ٩١.
(٢) - نفسه ص ١٠٥ - ١٠٧. الحلة السيراء، ١/ ٥٩ - ٦٠. البيان المغرب، ٢/ ٥٣.
(٣) - أبو سليمان حبيب بن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، هو جد الحبيبيين الذين بقرطبة ورية، كانت له منزلة خاصة لدى الأمير عبد الرحمن الداخل لم تكن لأحد سواه، ولاه طليطلة وأعمالها، وكان دائم الاستشارة له، توفي حبيب في أيام الأمير عبد الرحمن الداخل، فشهد جنازته ومعه ستة من ولده. انظر: جمهرة أنساب العرب، ص ٨٩ - ٩٠. الحلة السيراء، ١/ ٥٩ - ٦٠.
(٤) - الحلة السيراء ١/ ٥٩ - ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>