للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديد بأخبار السواحل، حتى أن خشبة ظهرت بالقرب من ساحل بجانة بلغ الأمير محمد خبرها وطولها وعرضها (١).

وقد ظلت دار البريد التي بناها الأمير عبد الرحمن الداخل في مكانها، ولم يجدد مبناها، إلا في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر، فقد تعرضت لحريق أتى عليها وعلى ما جاورها من السوق وذلك في العشرين من شهر رمضان سنة (٣٢٤) هـ (٢) (١٢ أغسطس (٩٣٦) م) فأعاد الخليفة بناءها وفق رسم أعده بنفسه، وأمر أن ترفع فوقها علية، لتقيها من الأضرار من مطر وغيره (٣).

وفي عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله جرى نقل دار البريد من موقعها فقد أصدر أوامره في يوم الأحد (٢٠) من شهر المحرم سنة (٣٦١) هـ (نوفمبر (٩٧١) م) بنقل دار البريد من موقعها بجانب القصر، إلى دار الزوامل الواقعة بالمصارة في طرف قرطبة (٤).

والبريد لم يكن آنذاك لخدمة الجمهور، يحمل رسائلهم ووصاياهم، وإنما كان خاصاً بأعمال الدولة، كما أن صاحب البريد كان يراقب العمال ويتجسس على الأعداء، وهو بذلك أشبه مايكون بقلم المخابرات في الوقت الحالي، وقد كانت مهمة صاحب البريد أول الأمر توصيل


(١) - المصدر السابق، ص ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٢) - نفسه، تحقيق: شالميتا، ص ٣٨٣.
(٣) - المصدر السابق والصفحة.
(٤) - نفسه، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>