للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السيرة (١)، امتاز بالذكاء والفطنة (٢)، ذا دراية بالأمور وبصيرة بوجوه الرأي (٣).

وقد تأثرت دولته بوجود رجلين إداريين في وقتين مختلفين، ففي النصف الأول من عهده امتازت إدارته بالانضباط والحزم، وذلك لوجود حاجب رشيد هو عيسى بن شهيد (٤) الذي كان على مستوى كبير من الكفاءة وحتى بعد وفاته سنة (٢٤٣) هـ (٨٥٧ م) لم يختل نظام الإدارة إذ خلفه على منصبه عيسى بن الحسن ابن أبي عبد ة (٥)، لأنه كان لا يقل عن


(١) - جذوة المقتبس ص ١١.
(٢) - الكامل في التاريخ ٦/ ٣٤٩.
(٣) - المقتبس تحقيق: د. محمود مكي ص ١٣٤.
(٤) - عيسى بن شهيد بن عيسى بن شهيد بن الوضاح، أحد أعيان الموالي في الدولة الأموية، اشتهر بالحلم والوقار والحصافة والعلم والمعرفة والجزالة، حتى أن شيوخ الأندلس اتفقت كلمتهم على أنه ما خدم بني أمية في الأندلس أكرم منه، استعمله الأمير عبد الرحمن الأوسط في عدة خطط إلى أن ولاه الحجابة سنة ٢١٨ هـ، وظل في منصبه إلى وفاته سنة ٢٤٣ هـ. انظر: ابن القوطية، ص ٧٤ - ٧٥، المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٢٦ - ٣٠، المغرب في حُلى المغرب ١/ ٥٠، البيان المغرب ٢/ ٨٤.
(٥) - عيسى بن أبي عبدة، ينتمي لأسرة من أكبر أسر موالي بني أمية في الأندلس، عُرف عيسى بالرثاثة وعدم الرشاقة في الخدمة، تغلب عليه غفلة السلامة، إلا أنه كان مشهوداً له بالدقة في التدبير وجودة الرأي، تولى الحجابة بعد ابن شهيد، وكانت العلاقة بينه وبين الوزير هاشم بن عبد العزيز سيئة. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٥٢ - ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>