للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سلفه كفاءة ومروءة، ولكن الوضع تغير كلية بعد أنه أصبح الوزير هاشم بن عبد العزيز (١) هو الغالب على الأمير محمد المدبر لدولته، فقد أفسد على الأمير منهجه "بشرهه وصلفه، وحمله على غير المنهج من محمود طرقه، وعدل عن اختيار ثقات العمال من الشيوخ والكهول وأولي السوابق والأصول إلى الأحداث واللاحقين من أولي الشره والخيانة ودناءة الأصول والبراءة من عهدة الحياء والمروءة (٢) " فكانت النتيجة فساد الحال وانخفاض دخل الدولة بسبب سوء سيرة الولاة، وتبدل نفوس القائمين على الأعمال، فكان ذلك مدعاة لرفض الرعية لهذا الوضع، الأمر الذي ترتب عليه اندلاع الفتن في الداخل، وكثرت التهديدات من الخارج، فعاشت


(١) - أبو خالد هاشم بن عبد العزيز بن هاشم بن خالد، أصله من موالي أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولأسرة هاشم مكانة مرموقة بإلبيرة، كان هاشم خاصاً بالأمير محمد بن عبد الرحمن، فعظمت منزلته لديه، وصيره أخص وزرائه، عرف بالبأس والجود والفروسية والكتابة والبيان والبلاغة وقرض الأشعار البديعة، لكنه بالمقابل كان تياهاً، معجبا بنفسه، مما أحقد عليه القلوب، استحجبه الأمير المنذر بن محمد ثم نكبه وحبس أكابر أولاده، ومات هاشم مقتولاً في ليلة الأحد ٢٦ شوال سنة ٢٧٣ هـ. انظر: ابن القوطية، ص ٨٢، ٨٤ - ٨٦، ٨٩ - ٩٠، ٩٢ - ٩٣، ٩٧ - ٩٨، ١٠٢ - ١٠٣، المقتبس تحقيق: د. محمود مكي ص ١٥٩ - ١٦٠ والتعليق رقم ٣٣٠. جذوة المقتبس، ترجمة رقم ٨٦٤. الحلة السيراء ١/ ١٣٧ - ١٤٢، المغرب في حلى المغرب ١/ ٥٢، ٥٣، ٩٤، ١٣٢، ١٣٣، ١٥٢، ١٥٣، ٢/ ٢٢، ٩٤ - ٩٥.
(٢) - المقتبس: تحقيق د. محمود مكي، ص ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>