للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورجل أمامي متقنع برداء عليه، فأسمعه يلح في الدعاء إلى أن سمعته يقول: أقسم عليك أي رب قسمًا ويردده قال: فما زال يردد هذا القسم أي رب من ساعتي هذه، قال: فوالله إن نشبنا (١) حتى رأينا السحاب يتألف وما رأينا ذلك في السماء قزعة (٢) ولا شيئاً، ثم مطرت فسحَّت (٣) فكانت السماء عزالى (٤)، وأودعت مطراً [ما] (٥) رأيته قط‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍فأسمعه يقول: أي رب لا هدم فيه ولا غَرَق، ولا بلاء فيه ولا مَحَق (٦) قال: ثم سلم الإمام من الصبح وتقنع الرجل منصرفاً وتبعته حتى جاء زقاق اللبَّادين (٧) فدخل في مشربة (٨) له، فلما أصبحت


(١) نَشِبنا: لبثنا. (انظر: النهاية لابن الأثير ٥/ ٥٢. وتاج العروس ١/ ٤٨٤. مادة: نَشَبَ).
(٢) قزعة: جمعها: قزع. وهي القطعة الرقيقة من الغيم. (انظر: الفائق في غريب الحديث للزمخشري ٢/ ٤٣١. وتاج العروس ٥/ ٤٦٦ مادة: قَزَعَ).
(٣) فسحت: صبت المطر بشدة واستمرار. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٥٦٤. وتهذيب اللغة ٣/ ٤١١. مادة: سَحَحَ).
(٤) عزالى: جمع عزلاء. وهو فم القربة. والمراد أن المطر اندفق من السماء بغزارة كتدفقه من فم القرابة. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٥٦١. والنهاية لابن الأثير ٣/ ٢٣١. مادة: عَزَلَ).
(٥) التكملة يقتضيها السياق.
(٦) محق: المحق هو ذهاب الشيء كله. (انظر: النهاية لابن الأثير ٤/ ٣. مادة: مَحَقَ).
(٧) اللبَّادون: جمع لبَّاد. وهو اللبود، أو الألباد، وكلاهما جمع لبادة ولبدة، وهو ما يضع من الشعر، أو الصوف، ويلبس للوقاية من المطر. (انظر: القاموس المحيط ١/ ٣٤٧. والمعجم الوسيط ٢/ ٨١٢. مادة: لَبَدَ) ولم أقف على من موقع هذا الزقاق من المدينة.
(٨) مشربة: بضم الراء وفتحها –جمعها مشربات، ومشارب. وهي الغرفة. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة ٢/ ٢١٦. وتاج العروس ١/ ٣١٤. مادة: شَرَبَ).

<<  <   >  >>