طالب -رضي الله عنه-، فأتى المهراس، وأتاه بماء في درقته، فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يشرب منه، فوجد له ريحا فعافه، فغسل به الدم الذي في وجهه، وهو يقول: اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. هكذا لفظه، وليس فيه لفظ:(آجن). لكن يفهم من معناه، لهذا قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (١/ ١٣٥): وفي الباب حديث الزبير، في غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- وجهه، من الدم الذي أصابه بأحد، بماء آجن أي متغير رواه البيهقي وغيره. اهـ.
وقال البيهقي في سننه (١/ ٢٦٩) عن إسناد حديث الزبير: وهو إسناد موصول. اهـ.
وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٥/ ٢٢١) عن حديث الزبير: هذا إسناده صحيح. اهـ.
قلت: فيه وهب بن جرير، ثقة، وأبوه جرير بن حازم، ثقة، لكن له أوهام إذا حدث من حفظه.
أما محمد بن إسحاق، فهو مدلس، لكنه صرح بالتحديث، واختلف في حاله بين أهل العلم؛ فمنهم من مشاه، ومنهم من توقف في الاحتجاج به، خاصة في أحاديث الأحكام، بخلاف المغازي. ويحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير، وثقه ابن معين والنسائي، لكن في سماعه من جده نظر، فجده توفي سنة ثلاث وسبعين، وهو توفي بعد المائة، وهو ابن ست وثلاثين، فيبعد سماعه منه.
* الخلاصة:
الحديث ضعيف؛ لأن فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وفي الإسناد انقطاع.
والحديث الثاني في إسناده محمد بن إسحاق وقد تكلم فيه.