اللفظة. قال الشافعي: قد روي فيه حديث، وإن كان مما لا يثبت مثله. اهـ.
واختلف هل أراد بكلامه هذا حديث أبي سعيد، أو حديث ابن عمر، وهو ضعيف كما سيأتي.
قال ابن عبد الهادي في المحرر (١/ ١٣٨): وأراد حديث أبي سعيد هذا. اهـ.
قلت: هذا بعيد، كيف بالشافعي يقول هذا في حديث رواه أئمة، كشعبة، وحفص بن غياث، وابن أبي زائدة، والفزارى، وغيرهم، عن عاصم بن الأحول، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
فالحديث إسناده قوي، وقد أخرجه مسلم، ولهذا ذهب البيهقي إلى أن الشافعي يقصد به حديث ابن عمر، ولعله لم يقف على حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
لهذا قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (١/ ١٤٩): قال البيهقي: لعله لم يقف على إسناد حديث أبي سعيد، ووقف على إسناد حديث غيره. فقد روى عن عمرو وابن عمر، بإسنادين ضعيفين … اهـ.
قلت: حديث عمر رواه ابن عدى في الكامل (٦/ ٣٨٧)، قال: ثنا محمد تمام البهراني، والحسين بن أبي معشر، قالا: ثنا المسيب بن واضح، ثنا معتمر، قال: حدثنا عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا أتيت أهلك فأردت أن تعود، فتوضأ وضوءك للصلاة.
قلت: فيه مسيب بن واضح التلمنسي. قال ابن عدى في الكامل (٦/ ٣٨٧): وكان أبو عبدالرحمن النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: الناس يؤذونا فيه، أي يتكلمون فيه. اهـ.