للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- وقرر وحدة الجنس البشري، فلا فرق بين أبيض وأسود أو عربي وعجمي إلا بالتقوى.

٣- وقرر الإسلام وحدة الدين "منذ نوح إلى محمد عليه وعلى الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام" توحيد الله وثبات الأخلاق، والمسئولية الفردية والبعث والجزاء١.

ولم يوجد في ظل الحكم الإسلامي في يوم من الأيام نزاع بين الدين والعلم، ذلك لأن الإسلام دين علم ووعي وتقدم وحركة وديناميكية ونهضة وحضارة.. ومنذ اللحظة الأولى التي انبثق فيها فجر الإسلام جاء النداء للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالأمر بالتعلم والقراءة والكتابة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} .

روى الإمام البخاري -رضي الله عنه- بسنده عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حديث بدء الوحي، وهو حديث طويل وفيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما كان في غار حراء يتعبد، جاءه الملك فقال: اقرأ قال, صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارئ". قال: "فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني"، فقال: اقرأ، "قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني" فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ٢.

فهل يوجد بيان أبرع أو دليل أقطع على فضل العلم والإعلاء من قيمته ومن إجلال العلماء من أن يبتدئ نزول الوحي بهذه الآيات الباهرات؟

وبعد أن نزلت هذه الآيات الكريمة نزل قوله تعالى: {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} ٣, وفي هذه المرة من نزول الوحي صدرت الآيات بحرف من حروف


١ شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي: ص٢٣.
٢ سورة العلق الآيات: ١-٥.
٣ سورة القلم: ١.

<<  <   >  >>