للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهجاء.. وأقسم الله تبارك وتعالى بالقلم والكتابة وهما وسيلتان مهمتان من وسائل العلم والمعرفة..

وفي القرآن الكريم حشد كبير من الآيات في بيان فضل العلم وفي الحث على طلبه، والحث على البحث العلمي المنطقي الدقيق المرتب على مقدمات مسلمة، وعلى براهين واضحة وعلى حجج قوية.. للوصول إلى السنن الكونية والقوانين التي تنتظم الظواهر الطبيعية بل ذهبت الآيات القرآنية إلى أبعد من ذلك فجعلت البحث العلمي والتفكر في بديع خلق السموات والأرض وفي معرفة النفس الإنسانية ومقوماتها الطبيعية وعواملها المؤثرة، وفي معرفة التركيب الفيزيولوجي للأحياء كلها، من نبات وحيوان وإنسان.. أساسًا للإيمان بوحدانية الله، وللإيمان بانفراد الله بالخلق والقدرة على الإيجاد والإحياء والإماتة..

قال تعالى: {الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ، وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ، وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ} ١.

ويقول جل من قائل: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} ٢.

ويقول سبحانه: {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} ٣.

وقال سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} ٤.

فالآية القرآنية تشير إلى ظاهرة طبيعية، وهي أنه إذا ما التقى نهران في ممر مائي فإن أحدهما لا يذوب في الآخر.. هذه الظاهرة معروفة لدى الإنسان قديمًا


١ الرحمن: ١-٧.
٢ الغاشية: ١٧-٢١.
٣ الذاريات: ٢٠-٢١.
٤ الفرقان: ٥٣.

<<  <   >  >>