للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوحدة الإسلامية، ويعملون متآزرين لإثارة الفتن والأزمات والاضطرابات السياسية والاقتصادية في البلاد الإسلامية، ولم يتوانوا لحظة واحدة عن إثارة أسباب العداء بين طبقات الشعب الواحد، حتى أصبحت الجماعة الواحدة والشعب الواحد طبقات متحاربة متباغضة، وانتقلت ساحة المعركة من ميدانها الحقيقي إلى داخل البلد الواحد، فهذا يميني وذاك يساري، وهذا تقدمي وذاك رجعي، وهذا يقتل ذاك وبعضهم يأخذ برقاب بعض باسم هذه الشعارات الجوفاء التي أثارها العدو الماكر..

والدعوة إلى التضامن الإسلامي لا تأتي تلبية للحاجة الملحة وللظروف المحيطة بالأمة الإسلامية فقط وإنما هي استجابة لأمر إلهي، وتحقيق لمطلب ديني. قال الله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ١. وقال جل من قائل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} ٢ وقال جل شأنه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ٣ وقال سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} ٤. وقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ٥.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" ٦. وقال: "المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يقتله ولا يسلمه بحسب امرئ من الإثم أن يحقر أخاه". وقال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر" ٧.


١ الأنفال: ٦٣.
٢ الحجرات: ١٠.
٣ الأنعام: ١٥٩.
٤ آل عمران: ١٠٣.
٥ آل عمران: ١٠٥
٦ رواه البخاري والترمذي والنسائي وأحمد.
٧ البخاري.

<<  <   >  >>