للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم ذنب لا صغيرة ولا كبيرة من حين تنبئهم؛ لأن الذنب لو صدر عنهم لكانوا أقل درجة من أحد الأمة.

ولأن معنى النبوة والرسالة أن يشهد على الله أنه شرع هذا الحكم مثلا وهو يوم القيامة شاهد على الكل, راجع الآية ٤٠ من سورة النساء, والآية ٨٩ من سورة النحل ... وهذا ما عليه إجماع أهل السنة والجماعة.

واجتمعت الأمة على أن الأنبياء كانوا يأمرون الناس بطاعة الله فلو لم يطيعوه هم لدخلوا تحت قوله تعالى: {تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} ١، وقد قال تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} ٢، وقال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} ٣، ٤.

لا رجعة لأحد قبل يوم القيامة:

وقال بهذا أهل السنة والجماعة مستدلين بالكتاب والسنة، وقد سلف إيراد الأدلة.

وفسر الشيخ محمد علي الصابوني٥ قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} ٦. قال:


١ سورة البقرة: من الآية ٤٤.
٢ سورة هود: من الآية ٨٨.
٣ سورة الأنبياء: من الآية ٩٠.
٤ بيان المعاني: عبد القادر ملا حويش العاني ج٢ ص٢٢٥-٢٢٧ ملخصا.
٥ هو الشيخ محمد علي بن جميل الصابوني, ولد في حلب سنة ١٩٢٨م, أتم دراسته الثانوية في سوريا ثم التحق بالأزهر فنال العالمية ١٩٥٢م والماجستير, تخصص في القضاء الشرعي ١٩٥٤م ثم عاد إلى سوريا فدرس ثماني سنوات, ثم انتدب للتدريس بكلية الشريعة بمكة المكرمة ولا يزال بها, وله عدد من المؤلفات منها: النبوة والأنبياء؛ وروائع البيان في تفسير آيات الأحكام في القرآن؛ وصفوة التفاسير؛ ومختصر تفسير ابن كثير؛ وغير ذلك.
٦ سورة الأنعام: الآيتان ٢٧-٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>