للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا اعتراف منطوق حينا ومفهوم أن معاني الكلمات القرآنية غنية ومتجددة يضفي كل مفسر منهم ما يراه مناسبا ويروض ثقافته وتصوره للمعنى في حرية حتى يستخرج ما قد يستنبطه من معانٍ جديدة وإلا فلا فائدة فيما جاء به إلا التكرار والترديد.

وإذا كان الأمر كذلك فإن التزام المنهج البياني لمدلول الكلمة ومعناها وقت نزول القرآن الكريم تعطيل لها عن معانٍ أخرى لم تظهر بعد تحمل معها مطابقة القرآن الكريم لمقتضى حال كل عصر من العصور معلنة إعجازا مستمرا متجددا لا ينقطع وداعية إلى زيادة التأمل والتدبر في آيات الله.

وليس هناك ما يمنع أن تحتمل ألفاظ القرآن الكريم وهي كلام الله سبحانه وتعالى الذي لا يشابهه كلام بشر معاني لم تظهر بعد ادخرها الله سبحانه وتعالى لأهل العصور التالية؛ ليكون ما فيها من مفاهيم وحقائق إعجازا لهم وأي إعجاز"١.

الثالثة: إن الدعوة إلى معرفة مدلول الألفاظ وقت نزول القرآن لا شك تعين على معرفة رأي صائب لكن هل الوصول إلى هذا من السهولة بمكان؟

لست أنكر أن تفسير الصحابة رضي الله عنهم، والشعر الجاهلي مما يساعد على الوصول إلى شيء من هذا، لكنه حتما لن يفسر الكثير منها.

لست أقول هذا تعجيزا ولا تثبيطا للهمم فالأستاذ أمين الخولي يعترف بهذا حين يقول: "وإذا كان هذا هو الأصل الأول في فهم دلالة الفاظ القرآن فمن لنا به مع أن معاجمنا لا تسعف عليه ولا تعين.. فليس أمام مفسر القرآن حين يبتغي المعنى الأول لألفاظه إلا أن يقوم بعمل في ذلك مهما يكن مؤقتا وقاصرا فإنه هو كل ما يمكن اليوم"٢.


١ اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر: د/ محمد إبراهيم شريف ص٥٣٦.
٢ التفسير معالم حياته منهجه اليوم: أمين الخولي ص٤٢-٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>