للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم من ذهب إلى القول بها ولكنه عز عن ملاحظتها وتقديمها فيما كتبه للناس من تفسير لكتاب الله تعالى ثم جاء سيد ليؤكده على هذه الوحدة المحورية في السورة الواحدة وليضع أيدينا بعد ذلك برفق وسهولة ولين على وجه الانتقال من موضوع إلى موضوع"١.

ونستطيع أن نستخلص الأقسام التالية للوحدة الموضوعية كما عرضها سيد قطب رحمه الله تعالى٢:

١- التناسب بين السورة والسورة التالية لها.

٢- التناسب بين دروس السورة الواحدة حسب تقسيماته، رحمه الله تعالى.

٣- التناسب بين مقاطع الدرس الواحد من السورة.

٤- التناسب بين آيات المقطع الواحد.

٥- التناسب بين كلمات الآية الواحدة والجمل فيها.

تلك الأقسام ما هي إلا معالم لوجود الوحدة الموضوعية في تفسير سيد قطب رحمه الله تعالى.

ويظهر هذا في الطريقة التي سلكها رحمه الله تعالى في التفسير فقد قدم لكل سورة بمقدمة يدرس فيها آيات السورة كلها دراسة عامة يظهر فها المحور الموضوعي الذي تدور عليه الآيات، والهدف الذي تسعى لتقريره وملامح السورة وصورها وظلالها ومنهجها، حتى يوقفك على سورة ذات شخصية متميزة ووحدة موضوعية متناسقة فكل سورة -كما يقول- من سور القرآن ذات شخصية متفردة وذات ملامح متميزة وذات منهج خاص وذات أسلوب معين وذات مجال متخصص في علاج هذا الموضوع الواحد. وهذه القضية الكبيرة إنها كلها تتجمع على الموضوع والغاية ثم تأخذ بعد ذلك سماتها المستقلة، وطرائقها المتميزة ومجالها المتخصص في علاج هذا الموضوع وتحقيق هذه الغاية. إن الشأن


١ علوم القرآن الدكتور عدنان زرزور، ص٤٣١.
٢ انظر في ظلال القرآن دراسة وتقويم صلاح عبد الفتاح، ص٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>