للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوحيد والشركاء ومسألة طلب الآيات واستعجال تأويل الوعيد وهي جولة جديدة حول تلك القضايا في السورة"١.

وسيد قطب رحمه الله تعالى حريص على بيان الوحدة الموضوعية والربط بين الآيات والسور في كل موضع، ولهذا ترى هذا اللون في تفسيره كثيرا كثيرا، حتى تلك المواقف التي لا يتضح لذهنه موضع وحدتها ومصدر ربطها لا يتغافل عنه أو يدعي علما به، فينمق العبارات التي يحاول أن يستر بها عجزه بل يعترف رحمه الله تعالى بعجزه عن إدراكه ويطلب من القراء أن يرشدوه إلى ما عجز عنه وأن يعلموه ما جهل.

فقد وقف رحمه الله تعالى طويلا عند بيان مناسبة قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} ٢ لما قبلها من الآيات التي تحدثت عن بعض أحكام الأسرة في الإسلام كالزواج والمعاشرة والإيلاء والطلاق والخلع والعدة والنفقة والمتعة والرضاعة والحضانة لم يدرك المناسبة حين كتب التفسير لأول مرة وفي الطبعة الأولى ولما وفقه الله إلى ذلك في الطبعات التالية كان يذكر عجزه ذاك ويحمد الله أن هداه لهذا فيقول معلقا:

"كنت قد عييت فترة عن إدراك سر هذا السياق القرآني العجيب قلت في الطبعة الأولى لهذا الجزء وفي الطبعة المكملة للأولى: أشهد أنني وقفت أمام هذه النقلة طويلا لا يفتح علي في سرها ولا أريد أن أتمحل لها، ولا أقنع كل القناعة بما جاء في بعض التفاسير عنها وقلت: "ولكنني كما قلت مخلصا لا أستريح الراحة الكافية لما اهتديت إليه. فإذا هديت إلى شيء آخر فسأبينه في الطبعة التالية وإذا هدى الله أحدا من القراء فليتفضل مشكورا بما هداه الله فالآن أطمئن إلى هذا الفتح وأجد فيه الطريق والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"٣.


١ في ظلال القرآن: ج٤ ص٢٠٥٦.
٢ سورة البقرة: ٢٣٨.
٣ في ظلال القرآن: ج١ ص٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>