للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير الواقع الذي ينطبق عليه ويؤيده من سنن الله في الكون ونظامه في الاجتماع"١.

فإذا ما احتججت عليه بقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ٢. ألحد في تأويلها وزعم أن المراد بقوله تعالى: {مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} من الكتب السابقة، فالقرآن جامع لها وداعٍ إليها"٣. فإن استشهدت بقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ٤ أجابك هذا الملحد بتأويله لهذه الآية، حيث يقول: {عَنْ أَمْرِهِ} يفيدك أن المخالفة المحذورة هي التي تكون للإعراض عن أمره. وأما التي تكون للرأي والمصلحة فلا مانع منها، بل هي من حكمة الشورى"٥.

ومثل هذا لا يجهد الإنسان نفسه في جداله ما دام منطقه المغالطة واللغو الذي لا يستند إلى كتاب أو سنة.

لهذا فلا عجب أن يعرض عن تفسير القرآن بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم بيان المغضوب عليهم والضالين في سورة الفاتحة بأنهم اليهود والنصارى، لكن المؤلف هنا يقول: {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} المعاندين الذين يكرهون الحق {الضَّالِينَ} التائهين عن الحق"٦.

وكذا الصلاة الوسطى في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} ٧، فقد روى أحمد ومسلم وأبو داود مرفوعا: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر"، لكنه يقول في تفسيرها: "الوسطى خيرها وأقومها مؤنث الأوسط"٨.


١ المرجع السابق: ص "ج".
٢ سورة النحل: الآية ٤٤.
٣ الهداية والعرفان: محمد أبو زيد ص٢١١.
٤ سورة النور: من الآية ٦٣.
٥ الهداية والعرفان: ص٢٨١.
٦ المرجع السابق: ص٢.
٧ سورة البقرة: من الآية ٢٣٨.
٨ الهداية والعرفان: ص٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>